مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

خلال أحد خطاباته في تجمع جماهيري خلال الفترة الماضية، طرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على منافسه مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إينجة سؤاله المشهور، الذي وجهه إلى جميع خصومه الآخرين:

"إذا لم تفز في انتخابات 24 يونيو/ حزيران، فهل ستعتزل السياسة؟".

في المقابل، بينما كنا نتوقع أن يتجاهل إينجة هذا التحدي الصريح من جانب أردوغان، كما فعل سائر منافسي الرئيس التركي، فاجأنا جميعًا ودخل الموضوع مباشرة.

قال إينجة: "سأعتزل لكن لدي شرط"، وبعد ذلك، واصل حديثه بجمل كان لها تأثير الشاشة الزرقاء لفترة قصيرة على عقول جميع الناخبين:

"عندما انتُخبت أنت رئيسًا للجمهورية، ماذا كانت نسبة الأصوات التي حصلت عليها؟ انتُخبتَ بنسبة 51.79 في المئة. إذًا سأطرح عليك السؤال التالي. إذا حصلت على نسبة من الأصوات دون 51.70 في المئة، هل ستعتزل السياسة؟".

نعم، حدث هذا في بلدنا الجميل، الذي لا تدهشنا فيه غرائب تصرفات السياسيين..

للمرة الأولى يرد سياسي على منافسه في استحقاق انتخابي بالقول: "إذا هزمتني وفزت في الانتخابات هل ستعتزل السياسة؟".

لهذا، كما هو الحال بالنسبة لجميع ادعاءات إينجة الأخرى التي تم تكذيبها، لا أعتقد أن مرشح حزب الشعب الجمهوري ينتظر إجابة عن سؤاله هذا. أنا واثق أن كل ما يبتغيه هو طرح نقاش على الأجندة اليومية.

والآن، اخبروني أنتم أيها القراء الكرام، بماذا يجيب أردوغان، الذي يحدد بنفسه من هم منافسيه، على هذا السؤال؟

اضحك الله سنك يا سيد محرم، كما أضحكت سننا..

***

عند حديثي عن محرم إينجة ذات مرة قلت إنه سياسي يحاول شغل الأجندة عن طريق الفيزياء، وهذا ما أثار تعجب بعض القراء.

قلت ذلك لأنه كما يُفهم من أداء إينجة، الشبيه بأداء واضعي النظريات في علم الفيزياء من قبيل إينشتاين وهاوكينغ، فهو مدرس علوم في المدارس الثانوية، وهو يرغب بأن يذكره الجميع من خلال اهتمامه بالفيزياء.

وفي الحقيقة، هناك الكثير من السياسيين يشهدون على براعته في العلم المذكور.