نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

طوت تركيا صفحة أخرى من الانتخابات، كان من المهم واللافت نسبة المشاركة العالية فيها. ما يظهر المرحلة التي وصلت إليها تركيا، ومشروعية الحكم ودعم الشارع.

إذا كنتم ممن يعانون من مشاكل على صعيد الأمن والإرهاب فإن دعم الشعب ومشروعية السلطة يتمتعان بأهمية كبيرة في استراتيجية مكافحة المشاكل المذكورة.

من ناحية أداء الحزب وزعيمه، لا يحتمل نجاح أردوغان النقاش. عند الوضع في عين الاعتبار كثرة المشاكل وخبرة أردوغان السياسية يتضح أنه ليس هناك وقت لإضاعته، خصوصًا وأن هذه المشاكل مرتبطة ببعضها البعض.

فنحن نتحدث عن سلسلة طويلة من القضايا بدءًا من الاقتصاد مرورًا بالإنتاج والبطالة والتعليم والعدل والأمن والدفاع، وانتهاءً بالسياسية الخارجية.

أفرد أردوغان في خطاباته عقب الانتخابات مساحة خاصة لمكافحة الإرهاب، وأكد على الحزم فيها. من الواضح أن هذا التأكيد يتجاوز مسألة وعد للناخب، فمشكلة الإرهاب في تركيا تظهر أكثر مع مرور كل يوم رغم أنها بقيت في ظل الانتخابات خلال الآونة الأخيرة. والتطورات العالمية والإقليمية والداخلية تلعب دورًا في ذلك.

تشير التحركات والتحالفات في محيطنا إلى أننا على عتبة تطورات جديدة بخصوص دول الجوار سوريا والعراق وإيران. الأزمة السورية على وجه الخصوص بدأت فحواها تتغير مع آخر منعطف وصلت إليه.

فبينما تُبذل الجهود العسكرية والسياسية من أجل وضع حد للحرب في البلاد، تنحو التطورات نحو مرحلة جديدة من الصراع. تقدم الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية على خطوات جديدة من شأنها إجبار سوريا على أن تكون "جبهة أصلية" فيما يتعلق بسياسات الدول المذكورة إزاء إيران.

ومما لا شك فيه أن الأردن والعراق سيكونان جزئين متممين في الاستراتيجية المذكورة. وبذلك يواصل هذا التحالف حملات تجييش كافة اللاعبين والأدوات في المنطقة، سعيًا إلى محاصرة إيران، ليس اقتصاديًّا فحسب، وإنما جغرافيًّا أيضًا في أقوى مجال تبرع فيه وهو "الحرب بالوكالة".

من الواضح أن تنظيم "بي كي كي" هو أول لاعب يتبادر إلى الأذهان عند البحث عن قوة إثنية وسياسة وعن حليف في سوريا والعراق وإيران.

وعلى الرغم من التصريحات بأن تركيا ليست مستهدفة، إلا أن كل هذه التطورات تواصل تغيير طبيعة مشكلة "بي كي كي". وإن لم تتحرك تركيا فمن المؤكد أنها ستدفع ثمنًا باهظًا.

عندما يؤكد أردوغان على الحزم في مكافحة الإرهاب، فهو يدرك أن المشكلة لا تقتصر على "بي كي كي" فحسب. فالتطورات الإقليمية تكشف لنا أن هناك مشكلة تفوق "بي كي كي".

عندما يتعلق الأمر بالتنظيم المذكور، هناك ضرورة تقول قراءة نتائج حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات، علاوة على التطورات الإقليمية من وجهة نظر مختلفة.

وعند مراجعة الخطوط العريضة للسياسة الخارجية خلال الأيام القادمة، قد يكون من الضروري أيضًا معالجة استراتيجية مكافحة الإرهاب من جديد.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس