ترك برس

رصد موقع المونيتور الأمريكي أجواء الحزن والغضب في صفوف أنصار حزب الشعب الجمهوري بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية اللتين لم يخسر فيهما الحزب فحسب، بل تراجع عدد المقاعد التي كان يمتلكها في البرلمان السابق.

وقال الموقع إن الحزب أقام في مقره الرئيسي مركزا لمتابعة نتائج الانتخابات وفرز الأصوات عمل فيه المئات من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والمتطوعين الآخرين الذين كان يفترض أن يتلقوا الإحصاءات من مراقبي صناديق الاقتراع في جميع أنحاء البلاد، ويدخلونهم إلى نظام محوسب، ويدققون في النتائج التي أعلنها المجلس الأعلى للانتخابات (YSK) ووكالة أنباء الأناضول التي اتهمها الحزب بالتخطيط للتلاعب في الانتخابات. 

وبعد أن أغلقت مراكز الاقتراع في الساعة الخامسة مساء، توافد إلى مقر الحزب المئات من الأنصار انتظارا لبدء العد. وبينما كان الحشد ينتظر بحماس في الساحة، وتجمع مسؤولو الحزب والصحفيون أمام شاشات عملاقة داخل المبنى، حدث شيء غير متوقع، إذ إن الأرقام التي ظهرت على الشاشات لم تكن نتائج نظام العد البديل، ولكن النتائج التي تعلنها وكالة الأناضول.

وضعت النتائج الأولية الرئيس رجب طيب أردوغان، في المقدمة بفارق كبير عن أقرب منافسيه. وتحدث مسؤولو حزب الشعب الجمهوري على الفور إلى وسائل الإعلام، زاعمين أن أرقامهم لا تتطابق مع الأرقام التي تعلنها الأناضول، وسرعان ما أعلنوا أن السباق الرئاسي يتجه نحو جولة الإعادة، ما يعني أنهم توقعوا أن يحصل أردوغان على أقل من 50٪، لكنهم لم يقدموا أي بيانات تؤيد مزاعمهم.

ولكن في تصريح ثالث وأخير لوسائل الإعلام بعد ساعة، تراجع مسؤولو حزب الشعب الجمهوري وأقروا بانتائج التي أعلنتها الأناضول، حتى دون انتظار البيان الرسمي للمجلس الأعلى للانتخابات. واتضح أن نظام العد البديل الذي أعده الحزب انهار بمجرد بدء العد، أو بعبارة  أكثر دقة، لم يبدأ العمل.

أما خارج  مقر الحزب، فسرعان ما تحول الحماس والأمل لدى الحشود التي كانت تلوح بالأعلام وتردد شعارات الحزب إلى غضب شديد، وحاولوا دخول المبنى، فأغلقت الأبواب. وبدأ الاعتصام حول المنصة حيث كان من المفترض أن يدلي زعيم الحزب كمال كليتشدار أوغلو، ببيان، لكنه اختفى.

كما اختفى عن الأنظار المرشح الرئاسي عن الحزب، محرم إينجه، الذي حصل على 30.6٪ من الأصوات، ثم أقر بالهزيمة في رسالة عبر الواتس أب إلى محطة تليفزيونية، ولم يكلف نفسه عناء مخاطبة مؤيديه، مما زاد من إثارة غضبهم.

التزمت مرشحة الحزب الصالح، ميرال أكشنير، التي حصلت على لـ7.3٪  من الأصوات، الصمت، وأعلنت في وقت لاحق تراجعها عما وعدت به من القيام بوقفة احتجاجية خارج مقر المجلس الأعلى للانتخابات، لأن حزب المعارضة الرئيسي قد اعترف بالفعل بالهزيمة.

ويضيف الموقع أن حالة الغضب والتذمر بين المحتجين خارج مقر حزب الشعب الجمهوري استمرت بعد منتصف الليل، وفي المقابل ترددت أصوات الغناء والشعارات المبتهجة في مسيرات صاخبة متجهة إلى مقر حزب العدالة والتنمية. وسرعان ما انطفأت أضواء مبنى حزب الشعب الجمهوري، وكان التناقض الصارخ بين المجموعتين واضحًا في جميع أنحاء أنقرة، ففي حي تشانكايا Çankaya، معقل حزب الشعب، كانت الشوارع خالية وهادئة، في حين استمرت احتفالات أنصار حزب العدالة والتنمية في أماكن أخرى.

وأشار الموقع إلى أن إقرار حزب الشعب بالهزيمة في وقت مبكر، والفشل الذريع لنظام عد الأصوات البديل، وجه ضربة قوية إلى ناخبي المعارضة، الذين تم حشدهم وتحفيزهم على غير العادة في هذه الانتخابات لمنع تزوير الأصوات من قبل الحزب الحاكم.

واستعرض الموقع أبرز الخاسرين في صفوف المعارضة في  الانتخابات، وأولهم كمال كليتشدار أوغلو الذي لم يغادر الطابق الثاني عشر في مقر الحزب في تلك الليلة. انخفضت حصة الحزب في البرلمان إلى 22.6٪ من 25٪ في انتخابات عام 2015. ويبدو أن الأصوات المفقودة قد هاجرت إلى الحزب الصالح الذي سانده حزب الشعب الجمهوري كجزء من تحالف معارض على أمل أن يغري الناخبين بعيدًا عن حزب العدالة والتنمية وحليفه، حزب الحركة القومية.

ويضم نادي الخاسرين أيضا ميرال أكشنير، فقد رفضت "المرأة الحديدية" فكرة المرشح الرئاسي المشترك وإدراج حزب الشعوب الديمقراطي في تحالف المعارضة في الانتخابات البرلمانية. وعلى الرغم من التوقعات بأنها ستجذب الناخبين المحافظين بعيدا عن تحالف حزب العدالة والتنمية- حزب الحركة القومية، فقد تأثر الحزب بقاعدة حزب الشعب الجمهوري، ولم يسهم في كتلة المعارضة بشكل عام.

وقال الموقع إن حزب السعادة الإسلامي أثبت فشلًا آخر في استراتيجية المعارضة لإضعاف حزب العدالة والتنمية. ومثل مرشح الحزب للرئاسة تمل قره ملا أوغلو، فإن بقية أعضاء الحزب قدموا أداء سيئاً، حيث حصلوا على أقل من 1.5٪ من الأصوات، ولم يتمكن الحزب سوى من الحصول على مقعد واحد بفض التحالف مع حزب الشعب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!