ترك برس

يصل وفد أمريكي اليوم الجمعة إلى العاصمة التركية أنقرة، لبحث ملفين حساسين وهامين في علاقات البلدين، وسط توقعات بتقديم الإدارة الأمريكية تنازلات للجانب التركي، خاصة عقب الصور الحميمية التي نشرتها وسائل الإعلام للرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة حلف "ناتو" الأخيرة ببروكسل.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "القدس العربي" إن وفداً أمريكياً من وزارتي العدل والخارجية يصل إلى أنقرة اليوم لبحث ملفي الراهب الأمريكي المعتقل في تركيا، وطلب الأخيرة تسليم فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة ليلة 15 يوليو/تموز 2016.

وبحسب الصحيفة فإن أنقرة تعوّل بشكل كبير على هذا اللقاء الذي يعتبر الأول للجنة المتخصصة في ملف تسليم غولن والتي تم الاتفاق عليها ضمن 3 لجان متخصصة لبحث الملفات العالقة في العلاقات التركية الأمريكية في إطار مساعي البلدين لتحسين العلاقات بينهما.

هذا التعويل المختلف هذه المرة جاء عقب نجاح اللجنة الأولى المتعلقة بالملف السوري من تحقيق خطوات عملية لأول مرة منذ سنوات بالاتفاق على بدء تطبيق اتفاق يقضي بسحب عناصر "ب ي د/ي ب ك" من مدينة منبج السورية ونشر قوات مراقبة أمريكية وتركية، على أن يتم تطبيق الاتفاق في مناطق أخرى من شرقي نهر الفرات لتطهير الحدود السورية مع تركيا من ميليشيات "ب ي د/ي ب ك" التي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً وأدى الدعم الأمريكي لها لأسوأ تراجع في العلاقات بين البلدين.

ومن المقرر أن يلتقي الوفد الأمريكي مسؤولين أتراك من وزارتي العدل والخارجية في مسعى لوضع خارطة طريق تفضي إلى تحقيق تقدم بشكل أساسي في ملف تسليم فتح الله غولن إلى تركيا التي تتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يونيو/تموز الماضي.

ومنذ محاولة الانقلاب التي تحل ذكراها الثانية، الأحد المقبل، قدمت أنقرة عشرات الطلبات لواشنطن من أجل تسليم غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا وعشرات المتهمين الآخرين من أتباعه، دون حصول أي تقدم في الملف الذي يعتبر العقدة الأصعب في العلاقات بينهما.

وقالت وزارة العدل التركية إنها قدمت ملفات عديدة تتضمن أدلة دامغة على علاقة غولن بالشبكة التي نفذت محاولة الانقلاب، لكن التطور الأبرز ما حصل قبل أيام عندما أرسلت وزارة العدل التركية ما قالت انه أحدث دليل يبرهن على علاقة غولن بأحد أبرز قادة الانقلاب.

ويتمحور الدليل الجديد حول تسجيل لاتصال هاتفي تقول إنه جرى بين غولن و"هاقان تشيشك"، أحد المتهمين الرئيسيين في قضية الانقلاب، ويكشف الاتصال الذي جرى قبل محاولة الانقلاب بساعات عن إعطاء غولن إشارة بدء المحاولة الانقلابية، وهو ما اعتبرته الأروقة التركية أبرز "دليل ملموس" على علاقة غولن بالانقلاب الذي خلف 251 قتيلاً.

ومن الجانب الأمريكي، يسعى الوفد إلى تحقيق تقدم في ملف الراهب الأمريكي الذي يحاكم بمدينة إزمير غربي تركيا بتهم تتعلق بالتعاون مع تنظيم غولن والتجسس، حيث ترفض أنقرة تسليمه إلى واشنطن التي ربما تلجأ إلى مساومتها بالإفراج عنه مقابل تحقيق تقدم في ملف غولن.

وفي ظل المخاوف الأمريكية المتصاعدة من تقارب أردوغان مع روسيا، والدعم التي حصل عليه أردوغان عقب الفوز بالانتخابات الأخيرة التي ستبقيه بالحكم للسنوات الخمس المقبلة، ترى جهات تركية ودولية أن ترامب ربما يلجأ إلى تقديم تنازلات إلى تركيا في سبيل الحفاظ على العلاقات مع أنقرة ومنع ابتعادها أكثر عن حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأظهرت عشرات الصور التي التقطت على هامش القمة العديد من المشاهد الحميمة بين أردوغان وترامب اللذين تبادلا أطراف الحديث أكثر من مرة قبيل لقاء سريع جمعهم في بروكسل لم تتكشف تفاصيله بعد.

وإلى جانب التقدم في ملف منبج، أبدى ترامب الشهر الماضي بادرة أخرى تجاه تركيا بعد أن سمح بتسليم الطائرة الأولى من طراز "إف- 35" إلى تركيا رغم قرار الكونغرس تجميد الصفقة رداً على شراء أنقرة منظومة "اس- 400" من روسيا وهي الصفقة التي ترفض أنقرة التخلي عنها رغم الضغوط الأمريكية المتصاعدة.

هذا ونالت مصافحة حارة بين أردوغان ونظيره الأمريكي ترامب، على هامش قمة حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، تغطية واسعة على وسائل الإعلام التركية والعالمية.

وجرت المصافحة بين الزعمين أثناء مصادفة الرئيس التركي لنظيره الأمريكي وهو يقف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الممر المؤدي إلى القسم المخصص لعقد اللقاءات الثنائية.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!