محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

مع أن انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة أظهر مدى هشاشة الديمقراطية الأمريكية، إلا أن تشوش عقل الدولة العميقة في هذا البلد جراء تصرفات ترامب الغريبة، حمل الخير لبقية بلدان العالم.

"سي آي إيه" بلا عمل

وبسبب سلوك ترامب الخارج عن المألوف، توقفت مخططات وعمليات وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، التي تنفذ انقلابات في البلدان الأخرى كلما راق لها ذلك، والقوات الخاصة التي تنفذ اغتيالات ضد زعماء العالم المناهضين لها.

أصبح حلف الناتو، أكبر داعم عسكري خارجي للولايات المتحدة منذ الحرب الباردة، حاليًّا هدفًا لهجمات عدائية من جانب ترامب. كما أن ألمانيا، أهم حليف للولايات المتحدة، مستهدفة أيضًا من الرئيس الأمريكي.

كل المودة لبوتين

وما يشوش عقول الساسة الأمريكيين هو أن ترامب يكن أسمى مشاعر المودة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من بين زعماء العالم.

وبحسب الدولة العميقة في الولايات المتحدة فإن روسيا تدخلت إلكترونيًّا في الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب.

كما أن هناك مزاعم عن إقامة ترامب علاقات جنسية في أحد فنادق موسكو قبل انتخابه رئيسًا، علاوة على أنه من المعروف أن مستشاري ترامب عملوا مع مليارديرات روس وربحوا أموالًا طائلة.

ضم القرم

منذ فصل موسكو شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا عام 2014 وضمها للسيادة الروسية، يبدو أن الحرب الباردة بدأت من جديد، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات شديدة على روسيا.

وكما أسلفنا القول فإن عقول الساسة الأمريكان في حالة تشوش إزاء المودة التي يجود بها ترامب على بوتين، ويبخل بها على زعماء البلدان الحليفة.

حوار إيجابي

نأتي إلى ما ينعكس على تركيا من كل هذه التطورات.. الأمر يحمل في طياته عوامل إيجابية. فالحوار الذي يقيمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع بوتين وترامب على حد سواء يكشف عن انعكاسات إيجابية على السياسة الخارجية التركية.

والاتصال الهاتفي أمس الأول بين أردوغان وترامب الموجود في هلسنكي، دليل على التطورات الإيجابية في السياسة الخارجية لتركيا، كما ذكرنا.

تعزيز أواصر الصداقة

القمة التي جمعت ترامب وبوتين في هلسنكي، قد تتمخض عن بعض الاتفاقات ذات النتائج الملموسة في سوريا، بحسب بعض الروايات.

وباستثناء ذلك، لا تُعقد آمال كبيرة على اجتماع ترامب- بوتين. على أي حال ستعزز القمة أواصر الصداقة بين الزعيمين  بشكل أكبر، وبالتالي فإن الشرائح المناهضة للرئيس الأمريكي في الولايات المتحدة ستزداد حنقًا عليه.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس