ترك برس

قال فخر الدين ألتون، الكاتب الصحفي وعميد كلية الإعلام لدى جامعة ابن خلدون الخاصة بتركيا، إن إسرائيل تتسبب منذ زمن بعيد بأضرار كبيرة في المنطقة من خلال سياساتها الاستعمارية والظالمة، وأن هناك عاملان يقفان وراء التصرفات الإسرائيلية هذه.

جاء ذلك في مقال للكاتب نشرته صحيفة صباح التركية، تناول فيه السياسات الإسرائيلية مؤخراً في المنطقة، وتأثير  أزمات المنطقة على السياسات الإسرائيلية، وآخرها قانون يهودية الدولة.

وبحسب ألتون فإن الدعم الأمريكي، وتبعثر العالم الإسلامي ولامبالاتها تجاه التصرفات الإسرائيلية، تشكلان عاملين أساسيين في تجرأ إسرائيل على ممارسة الظلم والغطرسة على الفلسطينيين وشعوب المنطقة بشكل عام.

وأضاف أن الأزمة الإسرائيلية لا تقتصر على الشرق الأوسط فقط، بل تعد أزمة كبيرة على صعيد السياسة العالمية أيضاً.

ويرى الكاتب التركي أن العامل الإسرائيلي بات محدداً وموجهاً ولو بشكل جزئي لعلاقات دول المنطقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أن إقامة بلدان المنطقة علاقات إيجابية مع واشنطن، بات مشروطاً بوجوب إنشاء علاقات جيدة مع إسرائيل، وفقاً لقوله.

وأشار إلى أنع عقب وصول ترامب إلى السلطة، باتت الحماية الأمريكية لإسرائيل والدفاع عن سياساتها، واضحة أكثر من قبلـ وبذل ترامب جهوداً كبيرة لفتح مجالات واسعة أمام إسرائيل، من أجل الحصول على الدعم من اللوبي الإسرائيلي ومن الإنجيليين. حيث أعلن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها بعد أن كانت في تل أبيب.

ولفت إلى أن ترامب وضع تأمين أمن إسرائيل، في قلب سياساته تجاه الشرق الأوسط، ولم يكتف بذلك بل أضاف إليها استراتيجية تقوية إسرائيل.

وتابع قائلاً: "وكانت تركيا من أكثر الدول المعارضة والمنتقدة لاستراتيجية ترامب هذه. حيث لفتت أنقرة الأنظار إلى خطورة البعد الجديد للأزمة الإسرائيلية في المحافل الإقليمية والدولية، وساهم في تأمين تشكل رأي عام لدى الأمم المتحدة، ضد الممارسات الأمريكية والإسرائيلية."

وأوضح أن هذه الانتقادات وردود الأفعال لم توقف إسرائيل عند حدها. بل على العكس، زادت من سياسات العنف والظلم في المرحلة الجديدة، من خلال حصولها على الدعم الأمريكي. ما أدى إلى نزيف الدماء بشكل أكثر من قبل، وباتت ممارسة إرهاب الدولة أمراً طبيعياً بالنسبة لإسرائيل.

وفي الوقت الذي أدت فيه سياسات التمييز والعنصرية الإسرائيلية إلى خسائر كبيرة لدى الفلسطينيين، فإن إسرائيل تعمل في هذه الأيام لشرعنة ممارساتها الإرهابية والعنصرية التي تمارسها بشكل فعلي. وآخرها كان اتخاذ البرلمان الإسرائيلي الخميس الماضي، قراراً خطيراً عبر تسميته إسرائيل بـ "الدولة القومية اليهودية"، وفقاً لما ذكره الكاتب.

ويعتبر الأكاديمي التركي أن القرار عبارة عن مأسسة وشرعنة التمييز والعنصرية والفاشية، وأنه مع هذا القرار انعدم الفرق بين اليهودية والصهيونية.

ويختتم ألتون مقالته بالقول إن القرار سيؤدي إلى تنامي معاداة السامية في الغرب، "لذا يجب على اليهود في الغرب، ترك كل شيء والتركيز على محاولة التراجع عن هذا القرار. وإلا فإن القرار سيؤدي سيضع يهود العالم موضع الشك، وسيجلب العنصرية المضادة وموجات العنف الجديدة تجاههم."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!