غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

أخلت السلطات التركية سبيل القس الأمريكي أندرو كريغ برونسون إخلاءً مشروطًا، مع فرض الإقامة الجبرية عليه.

ستتعقبه عن طريق تكنولوجيا "القيود الإلكترونية" و"التعرف على الوجوه".

سيُمنع من مغادرة تركيا إلى حين انتهاء المحاكمة.

تحول القس إلى "أهم مشكلة" في العلاقات التركية الأمريكية. جيّش مجلسا النواب والشيوخ الأمريكيان الإعلام وقادة الرأي والمنظمات الأهلية وحتى الرئيس ترامب للدفاع عن القس.

نشر ترامب التغريدات الداعية إلى إخلاء سبيل القس، وطلب ذلك في "التماس خاص" خلال أحاديثه مع نظيره التركي أردوغان.

بل إن الاعتراض على توقيف القس كان وراء مشروع قانون من النواب والشيوخ لمنع تسليم تركيا مقاتلات إف-35.

أما تركيا، فكانت ترد بأن "الحكومة لا تستطيع أن تتدخل بعمل القضاء المحايد والمستقل".

وكانت تقول: "كما أن الولايات المتحدة لا تسلمنا فتح الله غولن المسؤول الأول عن المحاولة الانقلابية الدامية في 15 يوليو، وتتذرع بالقضاء في هذا الخصوص، فإن لدينا المبرر نفسه بخصوص قضية القس برونسون".

أما رد تركيا على تعليقات من قبيل "هناك فارق شاسع ما بين غولن وبرونسون"، فكان على النحو التالي:

"القس برونسون مشتبه به في قضايا تجسس والارتباط بتنظيم غولن، هذه جرائم عقوبتها مشددة"..

ولأن الهرم الصاعد حتى الإدارة الأمريكية يتكون من الإنجيليين، فقد أدى ذلك إلى موجة تسونامي من أجل القس.

تتلخص العقيدة الإنجيلية كالتالي:

بعد أن يصبح اليهود (إسرائيل) أعظم قوة سيأتي المسيح، ومن أجل تعجيل مجيئه ينبغي دعم إسرائيل.

تفهم المعتقدات المختلفة من مقتضيات الحضارة لكن نحفتظ بحقنا في النقد.

تصوروا أن هذا المعتقد شديد الغرابة يسيطر تقريبًا على الإدارة الأمريكية، وأن الولايات المتحدة، أكبر قوة في العالم، ترمي  بكل ثقلها من أجل إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، التي تقع تركيا فيها.

ما وراء موجة تسونامي المتصاعدة من أجل القس برونسون هو "المعتقد الإنجيلي"..

لم يتحقق ما كان يريده الإنجيليون وهو إخلاء سبيل القس، والسماح له بالتوجه إلى الولايات المتحدة..

لكننا نرى أنه تم التوصل إلى "حل وسط".

فصدر القرار عن طريق القضاء بالإخلاء السبيل المشروط مع الإقامة الجبرية والمتابعة التكنولوجية.

قرار من القضاء وليس من الدولة..

ربما تم تمهيد الطريق أمام حل واحدة من المشاكل العالقة بين الدولتين..

ولكن، ما يزال هناك الكثير من المشاكل الجدية بين الولايات المتحدة وتركيا، بما في ذلك قضية فتح الله غولن..

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس