ترك برس

انتقد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، كلا من الولايات المتحدة وروسيا وإيران بسبب موقفها من الحرب السورية والوضع في مدينة إدلب، داعيا المجتمع الدولي إلى القيام بعمل ملموس من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

جاء ذلك في مقال لكالن نشرته صحيفة "ديلي صباح"، باللغة الإنجليزية اليوم السبت، حمل عنوان "مستنقع إدلب اختبار آخر للنظام الدولي".

وقال كالن في مقاله إن اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية  يتظاهرون بالتعاطف مع معاناة الشعب السوري، لكنهم لم يفعلوا شيئاً يذكر لوقف الحرب، وتركوا الشعب السوري فريسة بين النظام الهمجي الذي قتل الآلاف، وبين الإرهابيين.

ورأى المتحدث الرئاسي أن عمليتي جنيف وأستانا أثمرتا عن بعض النتائج، لكن أيا منهما لم تتمكن من وقف المذبحة المستمرة في سوريا.

واتهم كالن الأمريكيين باستخدام داعش ذريعة لتبرير وجودهم في شمال شرق سوريا، وقال إنه مع القضاء على تهديد داعش، بدأ الأمريكيون يبحثون عن وسائل لإضفاء الشرعية على تعاونهم مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي في سوريا.

وأضاف أن النظام وداعميه الروس والإيرانيين استخدموا وحش داعش لتبرير سياساتهم لرسم خريطة جديدة في بلاد الشام، حيث دمروا جميعا أو أضعفوا جماعات المعارضة السورية المعتدلة عسكريا وسياسيا.

واعتبر أن الهجوم على إدلب لن يؤدي إلا إلى الموت والدمار، وسوف يقوض جميع الجهود السياسية وسيكون انتصارا غير أخلاقي لنظام الأسد، لافتا إلى أن هذا الهجوم لا يمكن أن يكون وسيلة لحل الصراع السوري.

وسخر المتحدث من التهديدات الغربية بشن هجوم على النظام السوري، إذا استخدم الأسلحة الكيماوية في هجومه على إدلب، واصفا هذه التهديدات بأنها تعني السماح للنظام بمواصلة مجازره باستخدام الأسلحة التقليدية.

ولفت إلى أن وجود الجنود الأتراك في إدلب هو الضمان الوحيد لمنع أي هجوم كبير على المدينة؛ "لأن المقاتلات الروسية وقوات النظام لا تستطيع شن هجمات في وجود الجنود الأتراك هناك، فهي لا تبالي  بالمدنيين ولا بقوات المعارضة الشرعية والمعتدلة".

ووصف كالن في ختام مقاله إدلب بأنها  قنبلة موقوتة يمكن إيقافها وبدء عملية سلام جديدة في سوريا، إذا أصبح المجتمع الدولي جادًا بشأن الحرب السورية، وأظهر اهتمامه بالشعب السوري، على حد قوله.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أكد أمس أن استمرار الهجمات في إدلب سيؤدي إلى انهيار العملية السياسية في سوريا، محذرًا من المساس بجوهر مسار أستانا.

كما شدد أردوغان خلال المؤتمر الصحفي لزعماء  الدول الضامنة لمسار أستانا في قمة طهران، أمس الجمعة، على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في إدلب، معتبرًا أن الخيار العسكري سيؤدي إلى مأساة إنسانية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!