ترك برس

نشرت مجلة "International Affairs" التي تصدرها الخارجية الروسية تقريرا حول مستقبل المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية في شمال شرق سوريا، التي تمثل إحدى أبرز نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا، مرجحة أن تستمر واشنطن في محاولة تحسين علاقاتها مع تركيا عبر الضغط على الميليشيات الكردية وتهديدها.

وقال التقرير إن تركيا إذا لم تغير من لغتها الخطابية في اتهام واشنطن بدعم الإرهاب والتهديد بشن عمل عسكري، سيدفع ذلك الولايات المتحدة إلى الإبقاء على قواتها في شمال شرقي سوريا، مضيفا أن من المرجح أن الأمريكيين لن يخرجوا من سوريا بسهولة، وإذا انسحبوا فسيبقون على المدربين العسكريين والطيارين لفترة غير محددة.

وحول الخيارات التي يمكن أن تتبناها واشنطن في مرحلة ما بعد الانسحاب "الجزئي" لقواتها من سوريا، قدم التقرير ثلاث سيناريوهات:

أولاً، أن تعهد واشنطن بالدور الرئيس في شمال شرقي سوريا إلى حلف "الناتو العربي" المفترض إنشاؤه بقيادة السعودية. ولكن التقرير يستدرك بالقول إن هناك شكوكا جدية حول فعالية مثل هذا الهيكل بغض النظر عن مستوى الاستعداد القتالي لديه، لأن الدول العربية بحسب دروس التاريخ لا يمكن أن تتحد إلا في مواجهة إسرائيل. وعلاوة على ذلك "من غير الواضح كيف سيكون رد فعل الأكراد، وغالبيتهم غير متدينين، تجاه القيادة السعودية."

ثانياً، يمكن للولايات المتحدة أن تختار تقوية القطاع العربي من "قوات سوريا الديمقراطية" على حساب الأكراد. ولكن هذا الخيار أيضا محفوف بخطر حدوث مواجهة كردية-عربية.

ثالثاً، أن تستمر واشنطن في محاولاتها لتحسين العلاقات مع تركيا، وإبعادها عن روسيا وإيران، ودفعها إلى الحفاظ على الوضع الحالي في المنطقة. وهذا هو الأمر الأكثير ترجيحا.

وأوضح أن الأمريكيين لم يتدخلوا في عملية غصن الزيتون التي شنتها القوات التركية لطرد الميليشيات الكردية من عفرين، وقدموا تنازلات في منبج. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو غريباً وسط الخطاب الأمريكي التركي المعادي، فإن الاتصالات العسكرية والسياسية بين أنقرة وواشنطن كانت في تصاعد في الأشهر الأخيرة.

وعلاوة على ذلك، صرح الرئيس أردوغان أخيرا بأنه يؤمن بتحسين مبكر للعلاقات مع الولايات المتحدة على الرغم من الحرب الاقتصادية الأمريكية على تركيا.

ويلفت التقرير في هذا الصدد إلى أن السيطرة الأمريكية على الأكراد بعيدة كل البعد عن أن تكون غير محدودة.

وأردف أن ميليشيات وحدات حماية الشعب هي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي نما على الأفكار الماركسية، وكان يؤيد الاتحاد السوفيتي ثم وريثته روسيا. لهذا السبب، يجب على الأمريكيين أن يهددوا الحلفاء الأكراد بوقف الدعم العسكري والمالي.

ويذكر التقرير أن تهديد الولايات المتحدة للميليشيات الكردية بوقف الدعم، إلى جانب انسحاب القوات الأمريكية من عفرين قبل عملية غصن الزيتون، جعلت الأكراد يشكون في موثوقية راعيهم. وكانت النتيجة تحركهم نحو التقارب مع النظام السوري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!