ترك برس

اعتبر مراقبون روس وأتراك أن قرار تركيا إنشاء قاعدة بحرية جديدة في البحر الأسود في بلدة سورمين بولاية طرابزون شمال شرقي البلاد، لتكون التاسعة لدى القوات البحرية التركية، بأنه استمرار لسياسة تركيا المنطقية في تعزيز وجودها في البحر الأسود، علاوة على تقديم الخدمات اللوجيستية للأسطول التركي.

ورأى أندري بولديريف، الباحث في قسم تركيا بمركز دراسات الشرق الأوسط التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، أن هناك عدة أسباب وراء قرار تركيا بناء قاعدة بحرية جديدة: أولها أن تركيا تواصل تعزيز مواقعها في منطقتي البحر المتوسط ​​والبحر الأسود، حيث قررت في آب/ أغسطس الماضي بناء قاعدة في شمال قبرص. ولذلك فإن القاعدة الجديدة في طرابزون هي استمرار منطقي للسياسة التركية.

وأضاف بولديريف في حديث لوكالة سبوتنيك، أن قرار تركيا ربما جاء ردا على حادث كيرتش بين روسيا وأوكرانيا. ومن ثم جاء القرار التركي ببناء القاعدة كرد فعل، بمعنى أن أنقرة تعزز وجودها في البحر الأسود في مواجهة التصعيد.

ووفقا للباحث الروسي، فإن أنقرة  قررت الاستفادة من الوضع الحالي في منطقة البحر الأسود وإيجاد موطئ قدم إضافي لها، مضيفا أن تركيا تظهر أنها تنوي أن تكون مراقبًا  نشطًا في ظل الوضع المتفاقم باستمرار في البحر الأسود، وترك قرار التدخل تبعا للظروف.

بدوره أشار صالح كورا النائب في  البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في طرابزون، إلى أن هناك حاجة إلى إضافة قواعد جديدة إلى القواعد الحالية الموجودة في البحر الأسود. وموقع القاعدة الجديدة على بعد 40 كم من طرابزون قادر على توفير الدعم اللوجستي الكامل للبحرية التركية ولديه كل البنية التحتية اللازمة.

واعتبر كورا أن قرار إنشاء القاعدة في بلدة سورمينه المعروفة بغناها البحري بمثابة استثمار صحيح وضروري، موضحا أن الأزمة الحالية التي تعاني منها صناعة بناء السفن في جميع أنحاء العالم تسببت في إهمال هذه المنطقة التي ستكون القاعدة العسكرية إحياء لها.

من جانبه رأى الأدميرال المتقاعد فلاديمير ماسورين، القائد السابق للبحرية الروسية أن بناء قاعدة بحرية جديدة في البحر الأسود يهدف في المقام الأول إلى ضمان الأمن القومي لتركيا.

وأضاف أن هذه القاعدة شأن داخلي تركي ولا تمثل تهديدا لروسيا، ولكن الأتراك يخشون أن يبدأ الأمريكيون في إجراء تدريبات في البحر الأسود. وعلاوة على ذلك برفض الأتراك بحزم تغيير اتفاقية مونترو التي يرغب الأمريكيون في تغييرها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!