
ترك برس
قال الكاتب والعسكري التركي السابق يوسف ألاباردة، إن ميليشيات "قسد" تواصل تملصها من تنفيذ اتفاق الاندماج مع الجيش السوري وتستقوي بدعم إسرائيلي، مشيرًا إلى أن تركيا تتجه نحو تعزيز وجودها العسكري في سوريا.
وأضاف في مقال له على موقع "gdh"، أن ميليشيات "قسد" مع استمرار تنصلها من تنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار القاضي مع دمشق، ما تزال تشكّل تهديدًا مزدوجًا لاستقرار سوريا ولأمن تركيا القومي.
وأوضح ألاباردة أن "قسد" تصرّ على البقاء في المناطق ذات الغالبية العربية شمال شرقي سوريا، وتستمر في حفر الأنفاق ورفض تسليم الصواريخ بحجة محاربة تنظيم "داعش"، رغم أن العرب يشكّلون أكثر من 70% من سكان شرق الفرات. وأشار إلى أن التنظيم يسعى للسيطرة الكاملة على موارد المنطقة بدعم من إسرائيل.
وأفاد بأن أنقرة تعتبر استقرار سوريا شرطًا أساسيًا لاستقرارها الداخلي، ولذلك تتابع عن كثب تحركات "YPG" في الشمال السوري، وتسعى في الوقت نفسه إلى تنفيذ رؤيتها لـ"تركيا بلا إرهاب" داخليًا، في توازنٍ بين مقتضيات الأمن القومي والسياسة الميدانية.
ولفت ألاباردة إلى أنه من المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة تعزيزًا عسكريًا تركيًا لدعم الجيش السوري، مشيرًا إلى أن ملف "YPG" سيُحسم بصورة أوضح عقب الاجتماع الثلاثي المرتقب بين تركيا وسوريا والولايات المتحدة.
وختم بالقول إن أنقرة ترى ضرورة إقامة منطقة آمنة شاملة على طول حدودها الجنوبية، تمتد لتشمل مدينة حلب، بهدف إنهاء التهديدات الأمنية وإرساء استقرار دائم في المنطقة.
ومما يؤيّد تحليل ألاباردة" هذا، هو ما كتبه الكاتب والخبير التركي بولنت أوراك أوغلو، حيث أشار إلى عودة "قسد" مجددا إلى التحرك ميدانيًا مدفوعةً بتوجيه إسرائيلي، وهو ما يستهدف تقويض استقرار دمشق.
ورصد الكاتب اشتباكات حلب الأخيرة، وتباين المواقف بين دمشق و"قسد" حول تنفيذ اتفاق 10 آذار/مارس 2025، وسط ضغوط أمريكية وغربية تسعى لإبقاء الوضع في حالة "تجميد استراتيجي" دون حل نهائي، مشيرا إلى الموقف التركي الرافض لأي محاولة لتقسيم سوريا أو تهديد وحدتها.
وتواجه "قسد" اتهامات بالتحرك وفق خطط إسرائيلية تهدف لتقسيم سوريا، وإنشاء "ممر داود" المزعوم الذي يهدف لإقامة ممر يمتد من الحدود الإسرائيلية إلى شمال شرقي سوريا.
وكان الكاتب والمحلل السياسي التركي يحيى بستان، قد استعرض في تقرير بصحيفة يني شفق، أبعادًا استراتيجية للصراع في سوريا، مستندًا إلى وثيقة إسرائيلية تعود لعام 1982 تُعرف باسم "خطة أوديد ينون"، والتي دعت لتفكيك الدول المحيطة بإسرائيل، وفي مقدمتها سوريا.
ويشير الكاتب إلى أن ما يجري حاليًا على الأرض السورية – من تحركات "قسد"، والمطالب الدرزية، والتقارب الأميركي الإسرائيلي، والتوترات في الجنوب السوري – يعكس خطوات عملية باتجاه تنفيذ تلك الرؤية التقسيمية.
كما يناقش موقف تركيا من هذه التطورات ضمن إطار مشروع "تركيا خالية من الإرهاب"، محذرًا من أن استمرار التعاون بين قسد وإسرائيل يشكّل تهديدًا لهذا المسار، ويعيد خلط الأوراق في الصراع الإقليمي والدولي حول سوريا.
ولا تتردد "قسد" في سبيل تنفيذ مخططاتها، في الاستعانة بفلول نظام الأسد المخلوع، حيث كشفت مصادر سورية عن تجميع "قسد" لعشرات المقاتلين السابقين في صفوف النظام المخلوع في محافظة الحسكة، حيث تم توزيعهم على مواقع استراتيجية واستخدام هويات مزيفة لتسهيل تحركاتهم، وذلك في إطار استراتيجية معقدة تهدف إلى تعزيز السيطرة الداخلية واستثمار هذه العناصر كورقة ضغط سياسية وأمنية في المنطقة.
وذكرت المصادر المطلعة هذه، قيام "قسد" بتجميع عدد كبير من عناصر من قوات النظام السوري السابق في محافظة الحسكة الواقعة شرقي البلاد، مشيرا إلى أن عددهم يتراوح بين 5 آلاف و6 آلاف عنصر، يمثلون نشاطا مكثفا ومنظما لعناصر النظام المخلوع داخل المناطق الخاضعة لسيطرة قسد.
وأوضح المصدر -الذي فضل عدم كشف هويته- في حديث خاص للجزيرة نت أن هؤلاء العناصر تم نقلهم وتوزيعهم على مواقع رئيسية في المنطقة، تشمل جبل عبد العزيز وفوج الميليبية والشدادي والرميلان والمساكن، بحسب ما نقله "الجزيرة نت".
وأكد أن غالبيتهم من الساحل السوري، ويتنقلون باستخدام هويات حزبية مصطنعة تحمل أسماء وهمية، مما يتيح لهم اجتياز حواجز الأمن العام التابع للحكومة السورية دون عوائق، في دلالة واضحة على تنسيق مسبق وتسهيلات أمنية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!











