كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

يومًا بيوم شهدنا كيف تحولت الأزمات الناشبة في هذه المنطقة، وعلى الأخص سوريا والعراق، إلى مآسٍ إنسانية كبيرة. إذا وضعنا في الاعتبار الفترة التاريخية التي بدأت مع الاحتلال الأمريكي لأفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر، فإن الغرب ألحق بالعالم الإسلامي دمارًا هائلًا في الأعوام الـ 18 الأخيرة.

ينوي الغرب نقل هذه الأحداث الدامية إلى تركيا، ويسعى منذ مدة طويلة لكي يشعل فيها اقتتالًا ناجمًا عن الانقسام والفصل العرقي والمذهبي على غرار ما يحدث في العراق وسوريا.

لكنه لم يحصل على النتيجة المأمولة حتى الآن، لعدة أسباب هامة، يأتي في طليعتها أن تركيا ليست دولة مبنية على أساس عرقي.

السبب الهام الآخر هو أن أسس الدولة التركية راسخة ومبنية على إخوة ووحدة وتمازج العناصر الرئيسية المكونة لشعبها والمستمرة على مدى ألف عام، وثقتها ببعضها البعض.

لكن من الملاحظ بجلاء أن النظام الإمبريالي بزعامة الولايات المتحدة مصر على إدخال تركيا في دوامة الأحداث الدامية بالعراق وسوريا. حقيقة استهداف تركيا هي ما لم يفهمه الذين ينتظرون منا الوقوف موقف المتفرج على التطورات بسوريا.

يشير اللجوء إلى الدعاية السوداء التي أشاعتها الولايات المتحدة بقولها إن "تركيا ستقتل أكراد سوريا"، إلى أن الغرب سيفعل كل ما بوسعه من أجل إثارة الاقتتال والانقسام في تركيا خلال الفترة القادمة باستخدام التنظيمات الإرهابية كوحدات حماية الشعب.

ومن أجل دحر هذه الهجمة الغربية لا بد من اتخاذ تدابير واسعة تشمل جميع مواطني البلد. وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته الأخيرة باجتماع الكتلة النيابية لحزبه بالبرلمان كانت في هذا الإطار.

فأردوغان قال: "تركيا هي دولة إخوتنا الأكراد أيضًا. تركيا ليست حامية لمواطنيها داخل الحدود، وإخوتها خارج الحدود فحسب، بل هي بلدهم، ووطنهم".

يتميز تأكيد أردوغان على عبارة "داخل وخارج الحدود" بأنه يمثل معيارًا لمرحلة جديدة. الجمهورية التركية هي في الوقت نفسه دولة ووطن التركمان والعرب والأكراد الذين يعيشون خارج حدودها.

إنها دولة جميع من يعيشون في هذه المنطقة مهما كانت أعراقهم أو معتقداتهم. هذا المعيار سيكون الترياق لسياسات الغرب الرامية إلى تقسيم تركيا وجرها إلى الاقتتال الداخلي على غرار سوريا والعراق.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس