ترك برس

ناقش خبراء و محللون خلال برنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة القطرية، أبرز مواطن الاتفاق والخلاف بين روسيا وتركيا بشأن سوريا، خاصة بعد القرار الأميركي المفاجئ بالانسحاب عسكريًا من الأراضي السورية.

وتسائل البرنامج: ما القضايا التي بحثها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بقمتهما في موسكو بشأن سوريا؟ وما الذي يقلق تركيا من الوضع بالمنطقة بعد الانسحاب الأميركي المفاجئ من سوريا؟

المحلل السياسي والكاتب التركي عمر فاروق، تحدّث عن 25 لقاء جمع القيادتين الروسية والتركية خلال عام 2018، بينهما ثمانية لقاءات مباشرة بين بوتين وأردوغان.

وأكّد المحلل التركي أن هذه المباحثات وبسط الأوراق بوضوح على طاولة المفاوضات بين البلدين، مكّنتهما من التوصل لتوافق وتقارب في وجهات النظر بشأن الوضع بسوريا.

وبحسب فاروق، فإن قمة موسكو ستبحث هذه المرة الوضع الأمني على الحدود السورية والتركية، كما أنها ستناقش الملف السياسي السوري بشكل كامل، مشددا على أن الوضع الأمني لن يشهد استقرارا دون التوصل لوضع سياسي إصلاحي ديمقراطي بسوريا.

وأعرب فاروق عن قناعته بأن الأتراك والروس سيتمكنون من التوصل لتفاهمات بشأن المنطقة الآمنة، وكيفية ضمان استقرار هذه المنطقة، متوقعا اتفاق الطرفين على تسيير دوريات أمنية مشتركة، مشيرا إلى تمكن الطرفين من التفاهم على قضايا شائكة سابقا.

أما رئيس تحرير "مجلس روسيا" فيودور لوكيانوف، فذهب لوصف التقارب الذي شهدته العلاقات الروسية التركية بأنه معجزة في عالم السياسية، حيث تمكن البلدان خلال فترة وجيزة من القفز بعلاقاتِهما من مربع التوتر والمواجهة للتحالف والتنسيق، وذلك بعد لجوء البلدين لتقديم تنازلات جدية وتبني إستراتيجية التفهم المتبادل لمخاوف ومصالح الطرف الآخر.

وبحسب لوكيانوف، فإن الخلاف الحالي بين موسكو ودمشق يتعلق بالعملية التركية العسكرية شمال سوريا، وترتيب الأوضاع بعد انسحاب القوات الأميركية. لكنه شدد على أن تفهم روسيا مخاوف تركيا الأمنية من الجماعات الكردية المسلحة سيساعد الطرفين على تجاوز هذا الخلاف والتوصّل لتوافقٍ بينهما.

بدوره، نظر كبير الباحثين في المجلس الأطلسي هارلن أولمان للتقارب في العلاقات الروسية التركية من زاوية مختلفة، حيث اعتبر أن الولايات المتحدة هي الخاسر الأكبر بهذه التطورات، محملا المسؤولية في ذلك لقرار الرئيس دونالد ترامب المفاجئ بسحب القوات الأميركية من سوريا، الأمر الذي سيلحق الضرر بِهيبة وسمعة أميركا بالعالم، وسيفقِدها القدرة على التأثير بالمنطقة، على حد تأكيده.

في المقابل -حسب أولمان- فإن بوتين سيكون حريصا على التقرب من أنقرة الحليف الإستراتيجي السابق للولايات المتحدة، وسيزيد نفوذه بمنطقة الشرق الأوسط، وسيتمكن من خلال عضويتها في الناتو من تقوية نفوذه بالحلف، كما أنه سيواصل جهوده لبيع صفقات أسلحة وصواريخ لها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!