ترك برس

دعا برهان الدين دوران، الخبير الاستراتيجي التركي، ومنسق وقف "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الدول الخليجية إلى الانتباه دون تأخير إلى التهديد الإيراني بالتوسع، والتعاون مع تركيا بدلا من التآمر عليها من أجل تحقيق التوازن مع طهران في الشرق الأوسط.

جاء ذلك في مقال لدوران نشرته صحيفة " ديلي صباح" التركية، الصادرة بالإنجليزية، تناول فيه آثار الخطة الأمريكية بالانسحاب من سوريا ثم من أفغانستان والعراق، على حلفاء واشنطن في الخليج العربي وعلى المنطقة.

وقال دوران إن هناك مشكلتين واضحتين في انسحاب الولايات المتحدة من مناطق النزاع. أولاً، النهج الفوضوي لدى إدارة ترامب في عملية صنع القرار في السياسة الخارجية، حيث انفرد ترامب بالقرار دون التوافق مع وزارة الدفاع التي ستشرف على الانسحاب.

أما المشكلة الثانية والأهم، فهي أن البيت الأبيض لم يأخذ بعين الاعتبار الآثار الجانبية المحتملة للانسحاب الأمريكي قبل الكشف عن خططه للانسحاب. ولا يبدو أن واشنطن مهتمة بكيفية تأثيرانسحابها من سوريا والعراق وأفغانستان على حلفائها في أجزاء مختلفة من العالم. ويدل على ذلك أن الأمريكيين يحاولون تنظيم "ي ب ك" التابع لتنظيم "بي كي كي" من تركيا.

ورأى  دوران أن فكرة مراقبة إيران من العراق تبدو غامضة وتعيد إلى الأذهان خطة الـ12 خطوة لاحتواء إيران التي كشفت عنها الإدارة في وقت سابق، مرجحا أن ترامب ألغى الخطة لاحتواء النفوذ الإيراني في سوريا، ومن غير المرجح أن يحقق هذا الهدف في العراق.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية ترى أنها أنفقت الكثير من المال على مغامرات الشرق الأوسط، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة لن تحتوي على إيران بناء على الطلب الإسرائيلي والخليجي. وبدلاً من ذلك، تأمل واشنطن في شلّ اقتصاد إيران بفرض عقوبات على إعادة التفاوض بشأن الصفقة النووية.

وقال المحلل التركي إن صورة البلورة المضاءة خلال القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض لا تخدم سوى غرض واحد، هو تحويل أموال الخليج إلى مقاولي الدفاع الأمريكيين.

واستطرد بأنه حتى لو لم تتوقف واشنطن عن حماية الخليج من إيران، فإن انسحابها من سوريا وأفغانستان والعراق يمكن أن يشعل منافسة شرسة بين القوى الإقليمية، وأبرزها تركيا وإيران.

وختم دوران مقاله بأن "على دول الخليج التي تحاول إلحاق الأذى بتركيا من خلال السماح بعمليات سرية ضدها، أن تنتبه دون تأخير لتهديد التوسع الإيراني الذي يلوح في الأفق. وستحتاج تلك الدول إلى مساعدة تركيا لتحقيق التوازن في الشرق الأوسط."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!