ترك برس

قال الخبير في الشأن التركي، غزوان مصري، إن تركيا لا يمكن أن تقبل بأي شكل من الأشكال بوجود منظمات إرهابية على حدودها الجنوبية، وإنها تريد من الولايات المتحدة أن تتخذ قرارًا حاسمًا في الشمال السوري، وخاصة فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة المزمع تشكيلها في الأيام القادمة.

جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج على قناة الجزيرة القطرية، تعليقًا على المباحثات التركية الأمريكية حول المنطقة الآمنة في الشمال السوري، على خلفية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب من سوريا، فضلًا عن تأثير الجانب التركي على المواقف والقرارات الأمريكية.

وأشار مصري إلى أن الموقف التركي واضح للغاية، حيث تريد أنقرة من المفاوضات السياسية، أولًا تأمين الحدود التركية والأمن القومي التركي، لأنها عانت كثيرًا من المنظمات الإرهابية وبالتالي لا يمكن أن تقبل بوجود منظمات تعدها إرهابية على حدودها الجنوبية.

وأكّد أن هذه المنظمات قامت بعمليات إرهابية في مناطق عدّة داخل تركيا، مثل الريحانية ودياربكر وغازي عنتاب، لذلك فإن هناك إجماع كامل على أنه لا يمكن أن تقبل تركيا بوجود منظمات تهدد أمن حدودها الجنوبية.

وأوضح الخبير في الشأن التركي أن أنقرة تريد أن يكون هناك منطقة آمنة حتى تحد من الهجرة واللجوء إلى الأراضي التركية، فأي عملية عسكرية أو تغيير ديموغرافي - كما تقوم به المنظمات الإرهابية - يسبب هجرة.

وشدّد على أن تركيا تستضيف حاليًا أكثر من 4 ملايين لاجئ سوري، ولا تريد زيادة العبء عليها، وهذا يصب أيضًا في مصلحة الاتحاد الأوروبي وليس الجانب التركي فقط.

https://www.facebook.com/gazwan.masri.page/videos/311348439731272/?v=311...

وكما أكّد مصري أن تركيا تريد أيضًا عودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هُجّروا منها قسرًا، فضلًا عن عودة تلك المناطق إلى أهلها الأصليين، لافتًا إلى المباحثات التي أجراها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في الولايات المتحدة، بشأن سوريا ومدينة منبج التي وعد الأمريكيون إخلائها من الإرهابيين خلال 90 يوم، لكنهم أخلفوا الوعد.

وردّا على سؤال حول تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن "مباحثاته الإيجابية" مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وما إذا كانت هذه التصريحات تعني حصول أردوغان على ما يريد، قال مصري إن العلاقات التي تربط بين رئيسي البلدين، مهمة جدًا، وهو ما أكّد عليه أردوغان بأن هذه العلاقات تسيّر القضايا السياسية بين القادة.

وتابع مصري: "لا شك أن هناك ملفات معقدة جدًا. تركيا تطمح ليس فقط أن تكون السيطرة الكاملة في المنطقة الآمنة لها، بل تريد أيضًا أن تحل قضايا أخرى مثل قضية منبج وإدلب، لأن كل هذه المناطق تهم تركيا التي تربطها مع سوريا حدود بطول 950 تقريبًا".

وفي وقت سابق أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستترك "مجموعة صغيرة لحفظ السلام" من 200 جندي أميركي في سوريا لمدة من الوقت بعد انسحابها.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، في بيان مقتضب، "ستبقى مجموعة صغيرة لحفظ السلام من نحو 200 في سوريا لمدة من الوقت".

وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من الاتصال الهاتفي بين ترامب وأردوغان، والذي بحثا خلاله الصراع في سوريا واتفقا على مواصلة تنسيق الجهود لإنشاء منطقة آمنة هناك.

من جهته قال المستشار السابق لوزير الخارجية الأمريكي مارك كيميت، إن عدد الجنود الذين سيبقون في سوريا قليل جدًا نظرًا إلى المساحة الشاسعة بين تركيا وسوريا، وهذا يعني أن حضور الولايات المتحدة لن يكون له معنى عسكري كبير ولكن معنى سياسي ودبلوماسي كبير.

وأشار كيميت إلى أن الولايات المتحدة تريد تشكيل قوة دولية ستكون في المنطقة ما بين تركيا وسوريا، وأنها لا تريد رؤية مواجهة مباشرة بين "قوات سوريا الديمقراطية" والقوات التركية.

وتشكل ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، التابعة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور، العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، ورغم ذلك تحظى بدعم أمريكي عسكري كبير يثير غضب الجانب التركي.

وكان ترامب قد أعلن بشكل مفاجئ يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي قرار سحب قوات بلاده من سوريا المقدرة بألفي جندي، مستندا على أن تنظيم الدولة لم يعد يشكل تهديدا في سوريا بعد إلحاق الهزيمة به.

ودفع إعلان ترامب وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى تقديم استقالته، كما جعل المسؤولين العسكريين الأميركيين يهرعون إلى إعداد خطة للانسحاب تحافظ على أكبر قدر ممكن من المكاسب.

ويقدر المسؤولون الأميركيون منذ مدة طويلة بأن تنفيذ الانسحاب من سوريا بشكل كامل قد يستمر حتى مارس/آذار أو أبريل/نيسان القادمين، لكنهم أحجموا عن تحديد جدول زمني دقيق في ضوء الأوضاع في ساحة القتال والتي يصعب التكهن بها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!