أوزان جيهون - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس 

على الرغم من وعظهم المستمر عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، يبدو قادة الاتحاد الأوروبي مرتاحين تمامًا حين حلوا ضيوفا على ديكتاتور مصر الدموي.

لماذا ظل الرأي العام الأوروبي صامتًا بشأن التعاون بين ممثلي الاتحاد الأوروبي ومستبد قتل عشرات الأشخاص في مصر؟

لقد حرصت وسائل الإعلام في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ، وخاصة المراسلين الذين يبصمون على كل كذبة تتعلق بالحريات في تركيا ويجعلونها عنوانا رئيسا ، على عدم كتابة أي شيء عن مصر.

في هذه المرحلة ، أصبحت المعايير المزدوجة للاتحاد الأوروبي أكثر وضوحًا، وتأكد صدق كلامنا بشأن الوضع.

في الوقت الذي يدين فيه الرأي العام العالمي الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي اغتصب السلطة من الرئيس المصري المنتخب ديمقراطيا، محمد مرسي، في انقلاب عسكري دموي ، فإن ممثلين عن المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يحضرون قمة مشبوهة في مصر.

في  العشرين من فبراير الجاري أعدم تسعة شبان  مصريون لم يرتكبوا جرما. وصدر الحكم عليهم في محكمة تجاهلت كل حقوقهم الإنسانية وأجبرتهم على الاعتراف تحت التعذيب. لا يوجد فرق بين قاتل هؤلاء الشباب ، الدكتاتور المصري السيسي، والدكتاتور السوري بشار الأسد.

ألم يشاهد ممثلوا الاتحاد الأوروبي الذين حضروا القمة يومي الأحد والاثنين في مدينة شرم الشيخ السياحية المصرية أو يسمعوا عن مقطع الفيديو الذي قال فيه القاضي لمحمود الأحمدي أحد الشبان الذين أُدينوا بعد محاكمة غير عادلة "لقد اعترفت بجريمتك".

ورد عليه الأحمدي قائلا : "لقد عذبونا. أحد المسؤولين عن التعذيب حاضر هنا في المحكمة ويمكنني أن أشير إليه . عذبونا بكهرباء تكفي لإنارة مصر 20 عاما". أليست هذه الكلمات كافية لتصيب ممثلي الاتحاد الأوروبي بالحزن؟

ناقشت هذه القمة المشبوهة التي لم يشارك فيها نصف أعضاء الجامعة العربية،قضايا تتعلق بالتعاون في مواضيع استراتيجية مشتركة مثل الأمن وتغير المناخ والاستثمارات والتقدم الاقتصادي والقضية الفلسطينية والتطورات في ليبيا، كما نوقشت  الحرب في سوريا واليمن. بيد أن هذه النقاشات ذهبت سدى؛ لأن نصف الدول العربية لم تشارك فيها ، وشارك الباقون بوفود منخفضة المستوى.

ولهذا السبب ، نريد أن نسأل : هل كان الأمر يستحق أن يحل قادة الاتحاد الأوروبي ضيوفا على ديكتاتوردموي في هذه القمة المشبوهة.

لقد ألحق زعماء الاتحاد الأوروبي وممثلو مفوضية الاتحاد الأوروبي الضرر بهيبة الاتحاد الأوروبي بتبنيهم معيارا مزدوحا حين ذهبوا إلى مصر التي تتجاهل جميع قيم الاتحاد الأوروبي.

ويبدو أن الأرباح الاقتصادية  بالنسبة إلى بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أكثر أهمية من هيبة الاتحاد الأوروبي ومعاييره المتعلقة بحقوق الإنسان والحرية.

إن ما تفعله بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تبيع الطائرات الحربية ، وتوقع اتفاقيات كبيرة للطاقة وتحسن علاقاتها التجارية مع نظام يدوس على حقوق الإنسان في مصر، يثبت صحة كلام الرئيس رجب طيب اردوغان حين قال : "إن الاتحاد الأوروبي لا يريد انضمام تركيا إليه لأنها بلد مسلم". ويبدو أن "غياب  الديمقراطية في الدول الإسلامية" و "قمع الحكام المستبدين للمسلمين" يسهل العلاقات التجارية. إن الاتحاد الأوروبي الذي يجد مشاكل مع الانتخابات الديمقراطية في الدول الإسلامية يتناقض مع قيمه الخاصة.

يمكن تلخيص موقف الاتحاد الأوروبي من هذه المسألة على النحو التالي: "الديمقراطية للاتحاد الأوروبي والديكتاتورية للدول الإسلامية".  وهذا أمرمحزن لكنه حقيقي.

جاء رد الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن ، علىمشاركة قادة الاتحاد الأوروبي في قمة في مصر، ردا صارما، فقال موجها كلامه إلى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ، ورئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، و الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، "أين قيمكم ومبادئكم؟ عار على الجميع!"

أعتقد أن كالن قد أوضح ذلك توضيحا كافيا.

عن الكاتب

أوزان جيهون

نائب في البرلمان الأوروبي للدورتين الرابعة والخامسة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس