غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

عادت الشائعة القديمة للتداول بعد "تسخينها" قليلًا:

"الرئيس السابق عبد الله غول، ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، والوزير السابق علي باباجان، يؤسسون حزبًا جديدًا".

وبحسب ما يُقال فإنهم "ينتظرون نتائج انتخابات 31 مارس/ آذار".

هناك نسخة أخرى من الشائعة تقول إن داود أوغلو وباباجان سيؤسسان حزبين منفصيان، لكن يمكن أن يتحدا.. وليس من الواضح في أيهما سيكون عبد الله غول.

المثير للانتباه هو أن أيًّا من الساسة المذكورين لم يصدر "نفيًا" بعد في هذا الخصوص. 

***

كتبت في السابق أن حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري سيزيدان من أصواتهما في انتخابات 31 مارس..

أي أن الأخبار سيئة بالنسبة لمن يريدون عقد جمعية عامة استثنائية بعد الانتخابات للإطاحة بكمال قلجدار أوغلو..

وكذلك الأمر بالنسبة لمن ينتظرون تراجع حزب العدالة والتنمية..

ففي التحالفين الانتخابيين لم تقدم الأحزاب الصغيرة مرشحين لها، وسوف تصوّت لصالح الحزب الكبير المتزعم للتحالف.

***

لكن مع أن عدد الأصوات سيكون أعلى بالنسبة للعدالة والتنمية إلا أن نتائج الانتخابات قد تشوبها بعض المنغصات. 

على سبيل المثال، إذا فقد حزب العدالة التنمية أنقرة، وهي من المدن الثلاث الكبرى، لصالح حزب الشعب الجمهوري..

وإذا فقد محافظات بورصا وأورفا وأضنة ومرسين، التي يأمل الشعب الجمهوري بالفوز بها..

وإذا وقعت مفاجأة في إسطنبول أيضًا!!

فهل يكون ضوءًا أخضر أمام الأعضاء السابقين بالعدالة والتنمية من أجل تأسيس حزب جديد؟

***

صفحات التاريخ لا تبعث على الأمل في مجال تأسيس الأحزاب الجديدة، على يد منشقين من أحزاب موجودة. 

عندما كان الحزب الديمقراطي في الحكم في عهد جلال بايار وعدنان مندريس، أسس منشقون عن الحزب "حزب الحرية"، لكن لم ينجح، وانتقل معظم المنشقين إلى حزب الشعب الجمهوري. 

 وفي عهد سليمان دميريل كان هناك منشقون عن حزبه "العدالة"، وأسسوا "الحزب الديمقراطي". ورغم دعم اسم كبير كجلال بايار للحزب آنذاك إلا أنه فشل أيضًا، وعاد المنشقون إلى حزب العدالة. 

لكن لا بد من الإشارة إلى أن فاتورة الانشقاقات كانت باهظة، حيث لم يتمكن دميريل من تشكيل حكومة بمفرده مرة أخرى.

انشق بعض أعضاء حزب الشعب الجمهوري وأسسوا حزبًا أسموه "حزب الثقة الجمهوري" لكنه ظل عديم الفاعلية. 

مؤخرًا، أسس منشقون عن الحركة القومية "الحزب الجيد". من المبكر القول إنه تجاوز اختبار الاستمرار بعد. 

أما حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 17 عامًا، فأسسه أعضاء سابقون في حزب الرفاه بزعامة الراحل نجم الدين أربكان. 

ثبت العدالة والتنمية أقدامه، لكن تأسيسه جاء بعد إغلاق الحكمة الدستورية حزب الرفاه. 

في ظل وجود هذا الشريان الذي يجد صدى لنبضاته لدى المجتمع، لا يبدو أن هناك فرصة أمام دم جديد من نفس الزمرة، على الأقل في هذه الفترة. 

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس