صحيفة إسباناتوليا الإسبانية - ترجمة وتحرير ترك برس

يعد مسعود مرجان، الملقب في الصحف التركية بـ "أوباما سلجوق"، جزءا من المجتمع التركي الذي ينحدر من أصول أفريقية، الذي وصل أجداده إلى الأناضول منذ قرون.

يرغب رجل الأعمال التركي من أصل سوداني مسعود مرجان، البالغ من العمر 47 سنة والذي عاش أجداده على مدى أجيال في منطقة بحر إيجة التركية، في أن يصبح أول رئيس بلدية من أصل أفريقي في تركيا. وهو يأمل في تحقيق حلمه في الانتخابات المحلية المزمع عقدها يوم 31 آذار/ مارس الجاري.

وفي تصريحات أدلى بها لوكالة "الأناضول" للأنباء، أوضح مرجان أن أجداده وصلوا إلى تركيا منذ ما لا يقل عن 400 سنة، قادمين من قبيلة دينكا السودانية. ولد مسعود مرجان في مدينة طرابلس الليبية، حيث كان يعمل والده في ذلك الوقت، لكنه يعيش اليوم في ولاية إزمير على الساحل الغربي لتركيا. ويكمن هدفه في الظفر بمنصب رئيس بلدية منطقة سلجوق، أحد أكثر البلديات السياحية في المنطقة.

يسعى مرجان إلى تعزيز العلاقات بين تركيا وأفريقيا، القارة الاستراتيجية بالنسبة لأنقرة التي شهدت في السنوات الأخيرة تنامي الاستثمارات التركية. وصرح مرجان، الذي قدم نفسه بصفته مرشحا عن الحزب الديمقراطي اليميني الوسطي: "تضم أفريقيا 56 دولة بتعداد سكاني يبلغ ملياري نسمة. وأنا أرغب في الاستفادة من هذه الفرصة قدر الإمكان لخدمة منطقة سلجوق".

وأكد مسعود مرجان أن أجداده تركوا بصمة هامة في إزمير وهو يريد ضمان استمراريتها. وتشمل بعض خطط رجل الأعمال الأفريقي لبلدية سلجوق إقامة العديد من المهرجانات، على غرار مهرجان "دانا" الذي تم تنظيمه بغية التعريف بثقافة وتقاليد الأتراك من أصل أفريقي الذين يعيشون في إزمير، وتعزيز التبادل الثقافي بين الأتراك والأفارقة. كما راهن مرجان على تخصيص المزيد من الممرات الخاصة بالدراجات وزيادة عمليات إعادة التدوير.

ويعتقد مرجان، الملقب لدى وسائل الإعلام المحلية بـ "أوباما سلجوق"، أن لون بشرته يمثل ميزة، موضحا أنه: "إذا انتُخبت، فإن ذلك سيلفت أنظار العالم بأسره نحو إزمير، ونحو بلدية سلجوق بشكل خاص. فهذه المرة الأولى التي يترشح فيها تركي أسمر البشرة لمنصب رئيس بلدية في تركيا. فكروا فيما سيحدث إذا انتُخبت عمدة". وإلى اليوم، ما زال أقارب مرجان يعيشون في هذه المنطقة.

تقع بلدية سلجوق في ولاية إزمير التركية، وتستقبل مئات الآلاف من السياح سنويا. وتشتهر هذه المنطقة بآثار إفسوس أو بيت مريم العذراء، الذي يعد مركز حج خاص بالمسيحيين، لوجود اعتقاد بأن أم المسيح قضت بقية حياتها في هذا المكان بعد أن فرت من منطقة يهودا.

تضم سلجوق معالم تاريخية تكتسي أهمية كبرى، مثل كنيسة القديس يوحنا، وقلعة آية سلوك أو مسجد عيسى بك. وفي مكان غير بعيد عن سلجوق، تقع قرية سيرينس الخلابة، التي اكتسبت شهرة كبيرة منذ بضع سنوات في جميع أنحاء العالم، حيث يُعتقد أنها ستنقذ نفسها من نهاية العالم حسب تنبؤات حضارة المايا.

يعيش في ولايات إزمير وأيدين وموغلا، الواقعة في غرب تركيا، مجتمع من الأتراك من أصل أفريقي. ولكن عددهم غير معروف بالضبط، ولكن المؤكد أنهم استقروا في المنطقة في حدود القرن الخامس عشر، عندما جاء أجدادهم إلى الأناضول للعمل في المزارع.

وحاليا، اندمج هؤلاء الأفارقة بشكل تام في المجتمع التركي. وفي كل من قريتي نهر بويوك مندريس ونهر كوتشوك مندريس فإن معظم السكان ذوو بشرة سمراء. وتوجد أيضا مجتمعات صغيرة أفريقية تركية في الولايات المطلة على البحر الأبيض المتوسط، على غرار أضنة وأنطاليا جنوب البلاد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!