تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

من الواضح تمامًا أن النوايا الحقيقية للولايات المتحدة من التظاهر بالسعي البنّاء لإقامة المنطقة الآمنة شمال سوريا، هي وضع تنظيم "ي ب ك" تحت الحماية. 

صحيح أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري يدلي بتصريحات من قبيل "سنزيل كل المخاوف الأمنية لدى تركيا"، لكن الحل الذي تراه أو تفكر فيه واشنطن ينطوي على أفخاخ ترمي إلى حماية التنظيم الإرهابي، وعلى الأخص عند الوضع في الاعتبار سوابق الولايات المتحدة في عدم تنفيذ وعودها. 

ولهذا، من المفيد توخي جانب الحذر في التعامل مع اقتراح واشنطن إجراء القوات التركية والأمريكية دوريات مشتركة في منطقة عمقها 32 كم شمال سوريا. والسبب يشرحه الجنرال المتقاعد نعيم بابور أوغلو فيقول: 

"لنفرض أن القوات التركية والأمريكية أطلقت دوريات مشتركة على الحدود التركية السورية شرقي الفرات بطول 450-500 كم. ما الفائدة التي نجنيها من هذه الدوريات؟ ستحول دون وصول أي تهديد أو إطلاق نار إلى الأراضي التركية من الجنوب، أي من سوريا. وسيتم التحكم بحركة الدخول والخروج في المنطقة.

هذا جيد، ولكن لمن ستتوفر الحماية بشكل غير مباشر هنا؟ لتنظيم "ي ب ك/ بي كي كي". لأن هذه الدوريات ستكون ألغت تمامًا احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية ضد التنظيم في شرق الفرات.

وعندما يزول احتمال تنفيذ تركيا العملية العسكرية ويتجه تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" إلى الجنوب لمسافة 25-30 كم هل سينقص عدد مقاتليه في سوريا؟ لن ينقص. وهل ستوقف الولايات المتحدة تسليح التنظيم؟ لا، ستواصل تزويده بالأسلحة، وهذا يعني استمرار التهديدات على تركيا".

إذن الدوريات المشتركة عبارة عن مكيدة؟

"لن نصفها بالمكيدة. تريد الولايات المتحدة أن تقول إنها تقدم على خطوة إيجابية. لكن مع إجراء هذه الدوريات سيزول احتمال تنفيذ تركيا العملية العسكرية، ولهذا يمكننا القول إنه تكتيك لكسب الوقت أو المماطلة". 

أي أن الولايات المتحدة تلجأ رسميًّا للمماطلة؟

"هذه أساليب تقليدية للمماطلة والخداع تتبعها الولايات المتحدة. يمكننا استخلاص النتيجة التالية: لن تتخلى الولايات المتحدة عن تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" وستواصل تقديم الدعم له.

الذريعة في ذلك هي الاستفادة من التنظيم للحيلولة دون استعادة خلايا تنظيم داعش المختبئة قوتها. لكن الهدف الحقيقي هو حشد عناصر "ي ب ك/ بي كي كي" وبعض العناصر العربية على الحدود السورية العراقية بهدف قطع ارتباط إيران مع لبنان، ومنع التواصل بين القوات الإيرانية في سوريا وطهران. 

ومن الأهداف الكبيرة المحتملة أيضًا دفع تنظيم  "ي ب ك/ بي كي كي" لتأسيس دولة مستقلة له على الأراضي المقتطعة من بلدان المنطقة. فلا بد من العملية العسكرية من أجل القضاء على التهديدات، وكلما تأخرت العملية زاد حرج الموقف بالنسبة لتركيا".

عن الكاتب

تونجا بنغن

كاتب لدى صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس