سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

عندما يدور الحديث عن الشرق الأوسط، لم يعد من الممكن القول إن هناك "شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا". بل إنه لا يوجد حتى فكر مشترك أو تقارب في القضايا الإقليمية.

على العكس، تظهر الخلافات بوجهات النظر والتناقضات في أي قضية تتناولونها. آخر مسألة انضمت إلى قائمة القضايا الخلافية هي "مشروع القرن" الذي تسعى الإدارة الأمريكية لتوريط تركيا به. 

تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل واضح وحازم بخصوص المشروع الرامي لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، حيث وصفه بأنه "مشروع تقسيم" الشرق الأوسط. مؤكدًا أن تركيا لن تسمح بتنفيذه.

وبذلك تقف أنقرة من جديد وجهًا لوجه مع حليفتها واشنطن بخصوص النظام الذي تخطط الولايات المتحدة لتأسيسه.

قائمة الخلافات

لنستذكر قائمة القضايا الخلافية المتراكمة في الآونة الأخيرة. يأتي في طليعتها السياسات الخاصة بسوريا. الهدف الرئيسي لتركيا هو إبعاد تنظيم "ي ب ك"، في حين أن الولايات المتحدة دعمته وتحالفت معه. 

 رغم المحادثات المستمرة منذ أشهر، لم يعثر البلدان على حل يجمع أنقرة وواشنطن في نقطة مشتركة. 

فلسطين من أهم المسائل الخلافية بين البلدين. بينما تعتبر تركيا فلسطين قضيتها المحورية، تلتزم الولايات المتحدة بمصالح إسرائيل كما حدث في قراريها بخصوص القدس والجولان.

تشكل العلاقات مع طهران نقطة خلافية أخرى، حيث ترفض تركيا العقوبات الأمريكية على إيران. علاوة على العلاقات التجارية يتعاون البلدان إقليميًّا في مسار أستانة. 

باختصار هذا هو مشهد المواجهة بين أنقرة وواشنطن في قضايا الشرق الأوسط. 

الموقف التركي

السبب الرئيسي في الوصول لهذا الحال هو تضارب مصالح الطرفين، خصوصًا في القضايا الإقليمية.

لا تتورع تركيا عن الوقوف في مواجهة الولايات المتحدة في بعض القضايا، من خلال سياسات مستقلة تعمل على اتباعها في الآونة الأخيرة. وهذا ما يدفع الولايات المتحدة للتساؤل عن مدى قدرتها على الثقة بأنقرة.

تضع سياسة حكومة أنقرة تركيا في موضع المنافس للولايات المتحدة. وتصريحت أردوغان، خصوصًا في قضايا الشرق الأوسط، تشير إلى أن أنقرة تهدف لتشكيل محور خاص بها. 

لا شك أن التحرك المستقل بهذه الطريقة هو مسألة قدرة. تمتلك الحكومة ثقة كبيرة بالنفس، ولهذا تأتي تصرفاتها وخطاباتها في هذا الاتجاه. 

تعزيز تركيا صناعتها الدفاعية وسعيها للحصول على منظومة إس-400 ومقاتلات إف-35 هما مؤشران عن هدفها في الوصول لهذه القدرة والدور. ومواقفها على الصعيد العالمي جزء من هذه الاستراتيجية. 

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس