محمود أوفور - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

دخلنا الأيام الأخيرة المتبقية على انتخابات رئاسة الجمهورية، ونحن على أعتاب مرحلة تاريخية، إذ لأول مرة سيختار الشعب التركي بنفسه رئيس الجمهورية. تشير الأجواء السياسية والاستفتاءات الشعبية إلى أن رئيس الوزراء أردوغان سيفوز بسهولة في هذه الانتخابات. ولذلك يتساءل الرأي العام التركي في هذه الأيام عن طريقة تشكّل سياسة رئاسة الجمهورية أكثر من الانتخابات نفسها.

في الحقيقة، هذا الموضوع يجب أن يكون موضع تساؤل لأن نتائج تلك الدراسات كانت من نوع النتائج التي من الممكن أن تحرك "الأحجار" السياسية من مكانها.

حزب الشعب الجمهوري بدون أدنى شك هو أكثر من تأثر بنتائج هذه الاستفتاءات. وذلك سيُحمّل مخاطر جدية للحزب كونه حزب المعارضة الرئيس وكون مرشحه لرئاسة الجمهورية لا ينتمي له.

هذا التأثير سلبياً كان أم إيجابياً سيكون له ثمن. هذا هو الوضع بنظرة من خارج الحزب، لذلك توجّهت لأحد مؤسسي حزب الشعب الجمهوري ورئيسه الأسبق "دنيز بايكال" بالسؤال عن ذلك، فأجاب بقوله: "هذا التوقيت ليس مناسباً للكلام"، لكنه لم يستطع إخفاء أفكاره لاحقاً. أنا بدوري حاولت أن لا اكتب تلك الأفكار حتى لا يسجلها التاريخ، لكنّني أيضاً لم أستطع.

"دنيز بايكال" الذي يتابع الأحداث عن قرب يقول: "إذا تحققت نتائج الأرقام والإحصائيات التي أظهرتها نتائج الاستفتاءات الشعبية سيكون ذلك محزناً. السيد كمال – كلتشدار أوغلو رئيس حزب المعارضة - قال إنه أخذ ذلك الخطر المحتمل بعين الاعتبار. يجب أن يتعامل كما يجب مع هذه المخاطر حسب تلك النتائج. لكن هل سيقوم بذلك أم لا؟ لا أعلم".

أثبت السيد كمال عدم إيمانه بمبدأ "الانسحاب من السياسة" لخسارته الأصوات أو الانتخابات على مدار 12 عاماً على الأقل. خسرت المعارضة خلال هذه الفترة 8 انتخابات، ووصل إلى وضع محيّر ليس لكادره السياسي فحسب وإنّما للمصوتين له أيضاً. تابع "بايكال" قوله: "أحزن جداً لهذه النقطة التي وصلنا إليها، وأنا كرئيس مؤسسي هذا الحزب لا أجد مناسباً قول "انسحبوا ..لا يصلح هذا الوضع". ولكن لن يستمر الأمر هكذا، يجب أن لا يستمر".

أشعر عند استماعي لهذا السياسي المخضرم "بايكال" بوجود تغيّر في مفاهيمه السياسية. ربّما لا ينعكس ذلك على الجمهور لكنه أكثر ليونة، أكثر إيجابية ويعطينا انطباعاً عن سياسي ينتقد الماضي أيضاً.

أعتقد أنّ كلمات "بايكال" التالية تحتوي انتقاداً متعلقاً بماضي المعارضة، عندما قال: "النقطة التي وصلنا إليها، هي أنّ تركيا بحاجة إلى سياسة معارضة جدية. المعارضة يجب أن تكون مُوجّهة أو رادعة أو بديلة، حالياً لا نقوم بأي من هذه الوظائف، علينا عمل ذلك بسرعة".

وحول ماضي حزب الشعب الجمهوري والتطورات الإقليمية يقول: "يجب على حزب الشعب الجمهوري ممارسة النّقد الذاتيّ لماضيهم، ويجب أن يقولوا بصورة واضحة ماذا؟ و أين كان؟. يعيش العالم ومنطقتنا تطوراتٍ تاريخية. علينا النظر من جديد لكل شيء وعلينا إعادة التقييم من جديد. ينبغي أن نفهم جيداً الأسباب الحقيقية للأزمات الجارية في الشرق الأوسط، وتركيا على رأس الدول التي يجب أن تقوم بذلك، وعليها مسؤولية تاريخية تجاه المنطقة".

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس