هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

دخلنا مرحلة حافلة بالتحديات في الداخل والخارج. فترة الشهرين القادمين حرجة بالفعل. ربما ستحدد التطورات التي ستشهدها هذه المرحلة المشهد السياسي والاقتصادي خلال الأعوام الخمسة القادمة.

أول التحديات هو الوضع السياسي في أعقاب انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول في 23 يونيو/ حزيران، وما سينجم عنها من تأثيرات على الاقتصاد.

ستلعب نتيجة انتخابات إسطنبول دورًا حاسمًا في تحديد الظروف التي ستدخل فيها تركيا الانتخابات الرئاسية التالية.

أجندة وزارة الخارجية حافلة كما لم تكن عليه أبدًا خلال الأعوام الماضية. إلى جانب القضايا الحالية، هناك احتمال نشوب حروب جديدة.

إيران في موقف عصيب جدًّا بسبب العقوبات والتهديدات. إذا تحول التوتر بين واشنطن وطهران إلى قتال قريب فسوف تتأثر أسعار النفط بشكل سلبي جدًّا. ولأننا تحت ضغوط مطالب وقف التجارة مع إيران، سنكون من أكثر البلدان تضررًا.

***

في إدلب، تكاد الأمور تخرج من عقالها. عملت تركيا حتى اليوم بشكل قريب جدًّا من روسيا وإيران في مساري سوتشي وأستانة. كان لهذا التعاون آثار هامة ميدانيًّا.

نجى آلاف الأشخاص بأرواحهم لأنه تم احتواء القتال. لكن الضغط يتزايد وهامش تحرك الأطراف يضيق. تدعم روسيا جويًّا هجمات النظام المكثفة على محيط إدلب.

يضع هذا التطور حياة القوات التركية هناك في خطر. كما أن من الوارد حدوث موجة هجرة جديدة من المدنيين المحاصرين في المنطقة.

يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراء زيارة إلى العراق خلال العام الحالي. أهمية تركيا ليس نابعة من الناحية الأمنية فحسب، تعتبر الشركات التركية متنفسًا للعراق لأسباب اقتصادية.

أما مستقبل العلاقات التركية الأمريكية فهو معلق تمامًا بصفقة منظومة إس- 400 الصاروخية. أعلنت أنقرة مرارًا أن "لا عودة عن اتفاقية شراء الصواريخ من روسيا".

أما واشنطن فتحذر من أن أنقرة ستواجه عقوبات إذا اشترت المنظومة. أجمع البيت الأبيض ووزارتا الخارجية والدفاع والكونغرس بمجلسيه على هذا الموقف.

تتناقص المدة والهامش. تربط واشنطن مسألة زيارة ترامب لتركيا بصفقة الصواريخ الروسية. أنقرة عازمة على الالتزام بالصفقة، لكنها تضع في الحسبان أيضًا نتائج العقوبات الأمريكية المحتملة.

***

يتصاعد التوتر في شرق المتوسط بسرعة كبيرة جدًّا. مما لا شك فيه أن إبراز الجيش التركي حزمه على الصعيد العسكري يخلق توازنًا معينًا، لكن اتخاذ بلدان على علاقة وثيقة ميدانيًّا مع تركيا كالولايات المتحدة وفرنسا، موقفًا مؤيدًا من روسيا يعقد الأمور كثيرًا.

هناك قضايا أخرى لا يتسع المجال لذكرها. بعبارة واحدة، سيكون الصيف ساخنًا جدًّا هذا العام..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس