ترك برس

اعتبر مركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي أن الهجوم الذي شنته قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا على قوات روسية خاصة، والهجمات التي تشنها قوات النظام السوري مدعومة بالطيران الروسي على معاقل المعارضة يكشف أن المصالح التركية الروسية في سوريا ما تزال متناقضة، على الرغم من تعاونهما في قضايا أخرى.

وجاء في تحليل نشره المركز للباحث، زايدر سنايدر، أن الهجوم الذي شنه مقاتلون من الجبهة الوطنية للتحرير، وهو تحالف للمعارضة السورية المدعومة من تركيا، على القوات الخاصة الروسية المتمركزة في محافظة حماة السورية، هو أكثر من مجرد حدث في معارك الحرب الأخيرة في سوريا، وله آثار أوسع على العلاقات بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة.

وأضاف أن تفاصيل هذا الهجوم لا تزال نادرة. لكن ثلاثة مصادر أكدت على خدمة "Telegram" أن الهجوم حدث بالفعل وأن الجبهة الوطنية للتحرير، وليس أيا من جماعات المعارضة الأخرى، شنت الهجوم  بتاريخ 27 أيار/ مايو الماضي. وقال فريق الاستخبارات عن الصراع باللغة الروسية إن الهجوم وقع على بعد 7.5 كيلومترات من المكان الذي تنشط فيه القوات الروسية الخاصة.

ولفت سنايدر إلى أن الهجوم يأتي في الوقت الذي تشن فيه قوات النظام السوري بدعم جوي روسي، هجومًا محدودًا على المحافظات الشمالية الغربية في سوريا، كما أن هجمة الجبهة الوطنية للتحرير لم تستهدف قوات النظام السوري أو الوكلاء المدعومين من روسيا ولكنها استهدفت القوات الروسية نفسها.

ووفقا لسنايدر، فإن هذا الهجوم يمكن أن يعني بضعة أشياء: الأول أن تركيا التي كانت طرفا فعالا في تشكيل الجبهة قد بدأت تفقد السيطرة عليها، وقد قامت إحدى وحدات جبهة التحرير الوطني بهذا الهجوم منفردة. ومن المحتمل أيضًا أن تكون تركيا قد أجازت الهجوم، أو على الأقل لم توقفه، في محاولة للضغط على روسيا لإجبار النظام السوري على التراجع عن عدوانه.

وأوضح أنه على الرغم من صعوبة ترجيح أي من هذين التفسيرين، فإن أيًا منهما سيكون له عواقب تمتد إلى ما هو أبعد من سوريا.

وأردف أنه إذا فقدت تركيا السيطرة على بعض المجموعات الفرعية في شمال غرب سوريا، فسيكون من الصعب على تركيا وروسيا العمل سويًا للتوصل إلى حل لعمليات التفجير الأخيرة.

ولكن الباحث يعود فيستبعد احتمال دعم تركيا لهذه الهجوم، ويقول إن لدى تركيا عددا من المصالح في محافظتي إدلب وحماة، وربما كان أكثرها إلحاحا هو منع التدفق الجماعي للاجئين عبر الحدود إلى تركيا والذي قد ينجم عن هجوم بري واسع النطاق. كما أن مركز ثقل تركيا في مواجهة روسيا هو الحفاظ على موقعها كقوة وسيط في إدلب.

ويشير إلى أن هناك تقارير في الأسبوع الماضي تحدثت عن إعادة تزويد تركيا لحلفائها في المعارضة في الشمال الغربي بالسلاح من أجل صد هجوم قوات الأسد، ولذلك فمن الصعب أن نتخيل أن تركيا ستفقد نفوذها على أي من هذه المجموعات إذا زادت إمداداتها من الأسلحة إليهم.

ويضيف إلى ذلك أن تركيا لا تريد تخريب العلاقة مع روسيا نظرا لأنها ستتسلم بعد بضعة أسابيع فقط منظومة الصواريخ الروسية إس 400 التي وترت علاقات أنقرة مع واشنطن ودفعت الأخيرة إلى قرار بمنع تسليم تركيا مقاتلات إف 35.

لكنه يستدرك أنه ربما كانت لدى تركيا خطة احتياطية يمكن الاعتماد عليها. فما زال الحوار مستمرا بين تركيا والولايات المتحدة حول بدائل إس 400 ، لذلك من الممكن أن يكون الطرفان قد توصلا إلى نوع من التوافق يطلق يد تركيا لمواجهة القوات البرية الروسية بقوة أكبر. وهذا يعني المزيد من الأخبار السيئة بالنسبة لروسيا التي كانت تأمل في أن تلحق مزيدا من الضرر بالعلاقات الضعيفة بين أنقرة وواشنطن.

وخلص سنايدر في ختام تحليله إلى أن الهجوم على القوات الروسية الخاصة يُذكر بأنه على الرغم من التغطية المتفائلة لتحسين العلاقات بين تركيا وروسيا فما يزال هناك تضارب في المصالح بينهما، بما في ذلك في سوريا.وحتى لو تمكن البلدان من التعاون في أنظمة الطاقة والسلاح، فإنهما يظلان عالقين في الحرب  في شمال غرب سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!