ترك برس 

انتصرت تركيا حكومة وشعبا، لمحمد مرسي أول رئيس مدني مصري منتخب ديمقراطيا، في حياته ومماته، وذلك انطلاقا من مبدأ الوقوف مع جميع المظلومين في كل أرجاء العالم.

وسجل الرئيس رجب طيب أردوغان، موقفا إنسانيا وتاريخيا، باعتباره أول زعيم في العالم قدم تعازيه للشعب المصري، وأسرة وأقرباء مرسي، بعد إعلان الوفاة بدقائق.

وخلال تصريحات صحفية، الإثنين، تغيرت ملامح أردوغان عقب طلب الصحفيين تعليقا بخصوص وفاة مرسي، حيث قال "أدعو الله بالرحمة لأخينا وشهيدنا"، واصفا إياه بـ"شهيد فقد حياته في سبيل قضية آمن بها".

وأكد الرئيس التركي أن "لفظ مرسي المحكوم بالإعدام ظلما أنفاسه الأخيرة في قاعة المحكمة، دليل بيّن على الاضطهاد الممارس عليه وعلى الشعب المصري".

وأضاف "سنذكر دائمًا مرسي الذي جلس على كرسي رئاسة مصر بدعم من الشعب، لم نجتمع حتى اليوم بقتلة مرسي ولا يمكن أن نلتقيهم أبدا".

رئاسة الشؤون الدينية التركية أعلنت إقامة صلاة الغائب على روح رئيس مصر الأسبق في المساجد المركزية بعموم البلاد بعد صلاة ظهر الثلاثاء.

وأكد رئيس الشؤون الدينية، علي أرباش، أنه سيؤم بنفسه المصلين في مسجد "حاجي بيرم" بالعاصمة أنقرة.

أبرز الشخصيات السياسية بمختلف صفاتها، أعربت عبر تصريحات وبيانات عن حزنها العميق لوفاة "شخصية استثنائية في مسيرة نضال مصر في سبيل الديمقراطية".

متحدث الرئاسة، إبراهيم قالن، شدّد على أن "مرتكبي الظلم والمجزرة في مصر سيحاسبون على أفعالهم عاجلا أم آجلا".

فيما قال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، إن الأمة "لن تنسى المواقف المشرّفة" للرئيس مرسي.

وأضاف الوزير التركي: "الانقلاب (العسكري) أبعده عن الحكم؛ غير أن ذكراه لن تمحى من قلوبنا".

وتابع: "الأمة لن تنسى مواقفه المشرّفة"، داعيا الله أن يدخله الجنّة.

رئيس الشؤون الدينية التركي، قال إن مرسي سار إلى الحق في ظل ظروف قاسية من الاضطهاد والقمع.

وأوضح أرباش أن "رئيس مصر المنتخب، مثال على المواقف الأصيلة والحياة الإيمانية، بمواقفه القويمة ونضاله المشرف".

بدوره، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، إن "التاريخ لن ينسى ما قام به مرسي لشعبه، وكذلك لن ينسى من ظلموه".

أما رئيس البرلمان مصطفى شنطوب فقال إن "مرسي سُجن ولكنه بقي حرًا أكثر من سجانيه، وأسأل الله أن يرحمه ويتقبل استشهاده".

وشدد شنطوب على أن مرسي "كان قائدا كبيرا أظهر شجاعة في الوقوف إلى جانب الشرعية".

حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أعرب عن خالص تعازيه للشعب المصري بوفاة رئيسه الأسبق مرسي.

وقال نائب رئيس الحزب، نعمان قورتولموش: "أدعو الله أن يتقبل مرسي المنتخب بالأصوات الشرعية للشعب المصري، في الشهداء".

وتابع "أدعو الله أن يجعله جار سيد الشهداء حمزة وعلي والحسين رضوان الله عليهم"، معزيا "الشعب المصري والأمة" بوفاة مرسي.

من جهته، أكد رئيس حزب "السعادة" التركي المعارض، تمل قره ملا أوغلو، أن حياة ونضال مرسي، وموقفه الثابت سيخلده التاريخ مرشداً للأجيال.

الرئيس التركي السابق، عبد الله غُل، أعرب عن حزنه العميق لتلقيه نبأ "استشهاد" محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر.

شعبياً، سادت حالة من التعاطف والحزن على منصات التواصل الاجتماعي في تركيا، وغير الكثيرون صورهم الشخصية إلى صورة الرئيس المصري الأسبق.

وأمام القنصلية المصرية في إسطنبول، تظاهر مئات الأتراك إلى جانب المصريين وأبناء الجاليات العربية، بعد وفاة مرسي، مطالبين بإجراء تحقيق دولي.

ورفع المتظاهرون خلال الوقفة، الأعلام المصرية والتركية وصور مرسي، داعين للضغط على النظام المصري من أجل جنازة شعبية واسعة لمرسي.

,ومن المنتظر ان تجري صلاة الغائب على روح الفقيد بعد صلاة ظهر اليوم من مسجد الفاتح باسطنبول ومساجد أخرى في عموم تركيا بمشاركة قوية من المصريين والعرب والأتراك.

يذكر أن العلاقات بين مصر وتركيا شهدت ذروة انتعاشها إبان حكم مرسي (يونيو/حزيران 2012 – يوليو/تموز2013)، حيث حرصت أنقرة على تفعيل علاقاتها مع القاهرة بدءًا من دعم ثورتها الشعبية ومرورًا بالزيارات رفيعة المستوى.

والإثنين، أعلن التلفزيون الرسمي المصري، وفاة مرسي، أثناء جلسة محاكمته.

وأوضح التلفزيون أن مرسي تعرض لنوبة إغماء أثناء المحاكمة، توفي على إثرها.

وكان مرسي أول رئيس انتخب ديمقراطيًا في تاريخ البلاد، عام 2012، وذلك عقب ثورة شعبية أجبرت حسني مبارك (1981-2011) على التنحي.

وفي 3 يوليو/ تموز 2013 أطاح الجيش بمرسي، المُنتمي لجماعة "الإخوان المسلمين"، بعد عام واحد فقط من الحكم، فيما اعتبره أنصاره "انقلابا عسكريا"، وأطلق عليه معارضوه "ثورة شعبية".

وقاد وزير الدفاع آنذاك، عبد الفتاح السيسي (الرئيس الحالي)، الإطاحة بمرسي، قبل أن يعتلي سدة الحكم منتصف عام 2014.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!