ترك برس

أرجع مسؤولون أتراك على دراية بالتفكير والتخطيط للقضايا الأمنية، إصرار تركيا على شراء صواريخ إس 400 إلى فقدان الثقة في الحليف الأمريكي الذي بات يتصرف كعدو لتركيا وليس كصديق.

ونقلت وكالة بلومبرغ الأمريكية عن ثلاثة مسؤولين أتراك، إن تركيا مصممة على شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس 400 في تحد للعقوبات الأمريكية المهددة لأن ثقتها في واشنطن قد انهارت.

وأشارت الوكالة إلى أن أنقرة قد خلصت إلى أن واشنطن أصبحت تتصرف كعدو أكثر من كونها حليفة، وأن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد قرر أن يتمسك بموقفه من شراء الصواريخ الروسية.

وأضافت أن تركيا لديها كثير من المؤاخذات على التصرفات الأمريكية، وفي مقدمتها تسليح تنظيم "ي ب ك" في سوريا التي تعتبرها تركيا تهديدًا لسلامة أراضيها.كما رفضت واشنطن تسليم أنقرة فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الساقط.

ويضاف إلى ذلك أن الاقتصاد التركي تعرض لضربة شديدة بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران والتي تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة، كما أن الولايات المتحدة تدعم خصوم تركيا في نزاع على الغاز الطبيعي مع قبرص وفي نزاعات إقليمية أخرى.

وقال المسؤولون الأتراك الذين تحدثوا للوكالة بشرط عدم الكشف عن هويتهم نظرا لحساسية المسألة، إن تركيا مقتنعة بأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تستبدلها بحليف استراتيجي آخر إذا مضت قدما في شراء صواريخ S-400.

وأضافوا أنه على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ينظر إلى بيع صواريخ إس 400 على أنه دق إسفين بين تركيا والولايات المتحدة، فإن أنقرة لا تفكر في التخلي عن واشنطن والتوجه نحو موسكو.

وأشاروا إلى أن أنقرة لا تزال تستعد لأسوأ سيناريو بسبب المعارضة القوية لها في الكونغرس، لكنها واثقة من أنها تمتلك أوراقا قوية.

وذكّر المسؤولون الأتراك بأن تركيا التي كانت حصنا في مواجهة روسيا خلال الحرب الباردة، لا تزال تستضيف الرؤوس النووية الأمريكية في قاعدة إنجيرليك الجوية والمنشآت العسكرية التي تستخدمها الولايات المتحدة للتجسس على روسيا، وأنها الحاجز الوحيد الذي يمنع أكثر من 4 ملايين لاجئ، معظمهم من السوريين ، من التوجه إلى أوروبا.

ووفقا للمسؤولين الأتراك فإن تركيا حددت لنفسها طموحات عسكرية جديدة تعتمد جزئياً على التكنولوجيا من صفقة الصواريخ الروسية، وأنها تأمل أن تنتج صواريخ باليستية ومقاتلات متطورة في يوم من الأيام.

وقال المسؤولون إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة في ديسمبر بيع نظام الدفاع الصاروخي باتريوت إلى تركيا في محاولة لحملها على إلغاء شراء S-400، فإن من الواضح أن الكونغرس لن يوافق بسبب المشاعر المعادية لتركيا بين المشرعين الأمريكيين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!