فرهاد أونلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

لا يتعلق الأمر بمنظومة إس-400، وإنما بتصرف تركيا وفق إراتها بخصوص التطورات في منطقتها، وعلى الأخص في الملف السوري.

من الواضح سبب شراء تركيا هذه المنظومة وفي أي الوجوه سوف تستخدمها. وجميع الخبراء يعلموان أن المنظومة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأمن الناتو أو الولايات المتحدة أو مشروع إف-35. 

"سنحل هذه المشكلة بموجب العقل السليم والمنطق والمصالح المشتركة، كما فعلنا في الكثير من المسائل في الماضي"، هذا ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مارس الماضي وهو يلخص السبب السياسي والاستراتيجي لأزمة إس-400، التي تسعى واشنطن لمفاقمتها. 

أجريت استقصاءً عن مواقع نشر صواريخ منظومة إس-400 الدفاعية. ليس هناك معلومات قاطعة عن مواقع نشر الصواريخ. 

غير أنه من المنتظر نشرها قرب مدينتي إسطنبول وأنقرة. بل إن السلطات المعنية تفكر بنشر الصواريخ الخاصة بأنقرة في قاعدة "مرتد".

ستحمي البطارية التي ستنشر في محيط إسطنبول سواحل بحر إيجه من خلال مداها الذي يبلغ 600 كم، في حين تغطي الصواريخ المنشورة قرب أنقرة السواحل الجنوبية. 

ستستلم تركيا في المرحلة الأولى بطارتين من روسيا، وهذا يعني أن المجموع العام سيكون 4 بطاريات. في كل بطارية 8 منصات إطلاق و4 صواريخ. أي أن عدد الصواريخ التي ستستلمها تركيا هو 128. 

نشرت تركيا بطاريات باتريوت التي حصلت عليها من حلفائها عام 2013 في أضنة، ومنظومة سام الدفاعية في مرعش. 

لكن هذا الحل كان مؤقتًا لا يلبي حاجة تركيا للدفاع الجوي، وكان "استيرادًا للصواريخ، فقط إذا جاز التعبير. 

مشروع إس-400 ليس مجرد استيراد للصواريخ. وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قال: "عندما نشتري شيئًا فإننا سنقوم بنقل التكنولوجيا والتصدير والإنتاج. نبحث عن تعاون مشترك. إس-400 هي اتفاقية مستكملة. نسعى لتلبية احتياجاتنا كدولة ذات سيادة".

ما يزعج الولايات المتحدة هو "سلوك الدولة ذات السيادة" هذا. ولهذا أرسلت مسؤوليها مرات عديدة إلى أنقرة من أجل إلغاء هذا المشروع، دون تقديم "عرض أفضل". 

تجري تركيا، علاوة على ذلك، خطوات من أجل تلبية حاجتها لأنظمة الدفاع الجوي بنفسها. وحققت تقدمًا لا بأس به على صعيد أنظمة الدفاع القصيرة والمتوسطة المدى. 

العمل جارٍ في مجال الصواريخ بعيدة المدى، لكن تصنيعها سيسغرق فترة تستمر حتى 2023. بالنتيجة، من المؤكد أن تركيا سوف تستلم منظومة إس-400 في الشهر القادم. (ستصل المعدات بالتدريج وستُركب المنظومة في أكتوبر/ تشرين الأول).

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس