الأناضول

أنعشت مسيرة السلام الداخلي - الرامية لانهاء الإرهاب، وإيجاد حل جذري للقضية الكردية في تركيا - الحياة الاقتصادية في مناطق جنوب شرقي البلاد، في ظل الهدوء والآمان الملحوظين، اللذين جلبتهما المسيرة.

وزادت الاستثمارات في ولايات جنوب شرقي تركيا، ولم تعد المناطق الصناعية الموجودة؛ تستوعب العدد الكبير من المستثمرين، ما دفع الجهات المعنية إلى تأسيس مناطق صناعية جديدة.

وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية رجال أعمال المنطقة الصناعية بولاية ديار بكر "عزيز أوزقيليتش" للأناضول، أن الاستثمارات في الولاية شهدت قفزة نوعية، في ظل مسيرة السلام، مشيراً أن المستثمرين يحققون أرباحا كبيرة، خلال فترة قصيرة، نتيجة انخفاض التكاليف، وتوفر الأسواق لتصريف المنتجات، فضلا عن دور التشجيع المقدم من الحكومة للاستثمارات في المنطقة.

بدوره ذكر رئيس جمعية رجال الأعمال الصناعيين في ولاية ماردين "ناصر دويان"، أن هناك إقبالا كبيرا على الاستثمار في ماردين، مشيرا إلى أنهم يؤسسون منطقة صناعية ثانية، نتيجة الطلب المتزايد، حيث يوجد نحو 170 مستثمر؛ ينتظرون استكمال المنطقة الصناعية؛ للبدء بمشاريعهم.

في سياق متصل، قال مدير المنطقة الصناعية في ولاية سيعرت "بهاء الدين جليك": " في الماضي كان المستثمر هو من يختارنا(المنطقة)، أما اليوم فنحن نختار المستثمرين، حيث إننا نعطي أولوية للاستثمارات التي توفر فرص عمل أكثر".

وكان زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية "عبدالله أوجلان" - المسجون مدى الحياة في تركيا - دعا قيادات المنظمة؛ إلى عقد مؤتمر طارئ خلال فصل الربيع؛ "لاتخاذ قرار تاريخي بالتخلي عن العمل المسلح".

وجاء ذلك على لسان البرلماني التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي "سري ثريا أوندر"، في تصريح صحفي في 28 شباط/فبراير الماضي، عقب حضوره اجتماعا ضم نائب رئيس الوزراء "يالتشين آك دوغان"، ووزير الداخلية "أفكان آلا"، ونائبي رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعوب الديمقراطي "إدريس بالوكان"، و"برفين بولدان"، تمحور حول المرحلة التي وصلت اليها مسيرة السلام الداخلي.

جدير بالذكر أن مسيرة السلام الداخلي في تركيا، انطلقت قبل أكثر من عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، وأوجلان المسجون في جزيرة "إمرالي"، ببحر مرمرة منذ عام 1999، وذلك بوساطة حزب الشعوب الديمقراطي (حزب السلام والديمقراطية سابقا، وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي.

وشملت المرحلة الأولى من المسيرة: وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً. وتتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة - الذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة - على العودة، والانخراط في المجتمع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!