ترك برس

تباينت آراء الخبراء والمحللين حول أسباب فشل روسيا في تحقيق تقدم ضد قوات المعارضة في الشمال السوري، في ظل التحركات التركية المكثفة في المنطقة.

وذكر تقرير في وكالة "أنا برس" أنه بعد الخسائر المتتالية التي منيت بها قوات النظام السوري ومن خلفها روسيا الداعم الأكبر في معارك الشمال، والتي أعلنت قبل شهرين عن حملتها ضد من سمّتهم "الإرهابيين" في الشمال السوري، بدأ التخبط وحالة عدم الرضا العامة التي تعم أوساط القيادة الروسية إثر خسائرهم وتعثر حملتهم الأخيرة ضد محافظة إدلب.

واعتبرت الوكالة تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بأن روسيا تشعر بالقلق إزاء تسلل المسلحين من (إدلب) السورية إلى ليبيا، بأنه يأتي في إطار سعيه لكسب توافق دولي، وخاصة الدور الأوروبي.

يقول الخبير العسكري المعارض، العميد أحمد الرحال: "لم ينزع فتيل الاشتعال بعد في الشمال السوري.. ولكن الضربة التي تلقاه الروس والنظام السوري كانت مؤلمة ولم تتوقعها موسكو التي وضعت في مخططاتها أن تصل للطرق الدولية ولمناطق حاسمة وفاصلة".

وبحسب الرحال، فإن هناك حشوداً قادمة من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة عشر ومن بعض الألوية في دمشق كاللواء 121 واللواء 91.. مشيرا إلى أن هناك عمل عسكري يتم تحضيره من قبل الروس والنظام في الشمال السوري.

وتابع الخبير العسكري: هناك تحضيرات عسكرية روسية تتم في منطقة الكبانة في ريف اللاذقية.. كما أن هناك تحضيرات أيضا في ريف حماة.. منوها إلى أن هذه التحضيرات تتزامن مع اجتماعات دولية مكثفة خلال هذا الشهر حول إدلب.. فالاجتماع الأول (تركي روسي فرنسي الماني) والاجتماع الأخر (روسي تركي إيراني).

وأوضح الرحال خلال حديثه مع وكالة "أنا برس" أن روسيا وصلت إلى قناعة مطلقة أن مناطق المعارضة أصبحت عصية لوجود الجيش السوري الحر الذي أخذ مواقعه في تلك المناطق ومتمرس فيها ووجود مواقع دفاعية مؤثرة، مضيفا إلى وجود نقاط تركية في مواقع حساسة.. وخاصة النقطة 10 التي تكشف كل تحركات النظام.

"وهناك ضغوطات تمارس على موسكو من واشنطن والاتحاد الأوروبي وأنقرة أيضا.. بأن الحل العسكري لن يجدي نفعا.. إذ أن واشنطن ترفض منح المناطق المحررة للروس إلا بشرط إخراج إيران من سوريا.. أو انتاج حل سياسي في سوريا.. وهذه الشروط غير موجودة عند الروس حاليا"، وفق الرحال.

بدوره، أفاد المحلل السياسي المعارض عبد الرزاق الحسين، بأن الفشل الروسي متعلق بجانبين عسكري وتقني استخباراتي وقرار دولي أمريكي تركي، إذ أن رغم القوة التدميرية الروسية والنظام الا أنها غير دقيقة.. بالإضافة إلى تكتيك القوات المعارضة كان ناجع أيضا في تحريك الجبهات وتداخلها وهنا اختفت تقريبا خطوط التماس مما جعل القصف الجوي غير ناجع.

وأوضح الحسين أن القرار التكتيكي الأمريكي التركي كان مهما وكان له دور في تصدي هجوم النظام والروس.. وفي إسقاط جميع قرارات استانة السابقة والإعادة إلى نقطة الصفر والتوجه نحو جنيف والأمم المتحدة

 ولفت الحسين إلى أن المادة الاستخباراتية عبر تركيا للمعارضة كانت نشطة وحاسمة في دعم واسع في الجبهات مع سماحية أوسع في استخدام التاو وغيرها.

وأضاف أن رغبة علنية تركية بضم إدلب إلى عفرين و ضمن عملية غصن الزيتون .. وهذا مؤشر عن اتفاق تركي أمريكي.. كان الرد فيه عبر جبهة إدلب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!