ترك برس

أشار مقال في صحيفة فزغلياد الروسية إلى وجود "أسباب داخلية عميقة" وراء سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المتمثلة في "مزيد من الاستقلال الجيوسياسي والانفصال عن الغرب".

وقال كاتب المقال بيوتر أكوبوف، إنه ثمة دلالة تتجاوز الأطر العسكرية البحتة في أن إحدى أهم دول الناتو لم تستسلم للضغوط الأمريكية الصريحة واشترت منظومة السلاح الروسية "إس-400".

وأضاف: "هذا منعطف جيوسياسي. وعلى الرغم من عدم جواز تسمية هذا المنعطف تحوّلا نحو التحالف مع روسيا، إلا أنه من المشروع تماماً الحديث عن سيادة كاملة للدولة التركية". 

وأكّد أنه "ليس من قبيل الصدفة أن وصف أردوغان استلام أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات بالأكثر أهمية في تاريخ البلاد". وفق وكالة (RT).

ورأى الكاتب أن "لسياسة أردوغان المتمثلة في مزيد من الاستقلال الجيوسياسي والانفصال عن الغرب أسباب داخلية عميقة، وهي نتيجة للاختيار الواعي لجزء من النخبة التركية. 

لكن في الوقت نفسه، تدرك أنقرة جيدا أن ابتعادها عن الغرب، في نظر العالم الإسلامي، يكسبها دعما وتأثيرا أكبر. 

وهذا مهم للغاية بالنسبة لأردوغان، الذي يطمح إلى أن تقود بلده الأمة الإسلامية البالغة 1.5 مليار نسمة". على حد تعبير الكاتب.

ويقول أكوبوف، إن تركيا حاولت الجلوس على كرسيين، لتكون في الوقت نفسه جزءا من العالم الأطلسي، وريادة العالم الإسلامي، الذي يشكل هدفا لتوسع الغرب والتلاعب فيه. 

ولم يكن لهذا الوضع أن يستمر طويلا. لكن أردوغان لا يريد تغييره من خلال التخلي عن التعاون مع الغرب، وبالتأكيد ليس من خلال تحويل تركيا إلى دولة معادية للغرب.

إنما هو يريد إضعاف العلاقات مع الغرب، والتقرب أكثر من روسيا، والسعي إلى قيادة العالم الإسلامي. 

هذه ليست ثلاثة كراس، إنما هي الرغبة في جعل تركيا لاعباً عالمياً كاملاً ومستقلاً، وقوة كبرى في القرن الحادي والعشرين، بل أهم لاعب في عملية تطوير قواعد جديدة للنظام العالمي. يقول الكاتب الروسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!