ترك برس 

التقارب التركي الإيراني الحالي على المستوى السياسي والاقتصادي لا يعني، كما يرى مركز واشنطن، انتهاء العداء التاريخي تماما بين البلدين، ولا سيما في ظل اتباع إيران سياسة طائفية. 

ويقول تحليل نشره المركز إن الدعم التركي الأخير لإيران في مواجهة العقوبات الدولية، وحل التوترات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، يرجع إلى أن تركيا ما ماتزال تنظر إلى إيران على أنها أداة مفيدة لتحقيق أهدافها وطموحاتها الإقليمية. 

وأوضح أنه في الوقت الذي اتخذت فيه إيران الكثير من المواقف المضادة لتركيا في عدد من القضايا والمشاكل، لم تقابلها تركيا بالشيء نفسه، وذلك نظرا لقناعة صانع القرار التركي بأن إيران لا يمكن التفريط بها، فسياساتها الطائفية هي من جعلت أبواب الشرق الأوسط مشرعة أمام تركيا.

وأشار المركز إلى أنه لا ينبغي اعتبار سياسة حزب العدالة والتنمية تجاه إيران على أنها تخل تام عن العلاقات التاريخية العدائية بين البلدين. فمع استمرار إشارة حزب العدالة والتنمية لإيران بـ"الصفويين"، واستمرار إيران بإظهار تركيا كقوة معادية، لا يمكن توقع حدوث تقارب تام بين العدوين التاريخيين. 

ورأى أن العدالة والتنمية يسعى إلى تأجيل الصفحة التاريخية الخاصة بإيران، لضرورات استراتيجية، حيث أصبحت تركيا تنظر إلى إيران على أنها الحصن الأخير الذي ينبغي أن يبقى صامدًا في وجه النفوذ الخليجي المتصاعد والتدخلات الأمريكية المتقطعة، ودعمها في المناطق التي تشهد تطبيقًا فعليًا لهذه المخططات. 

ووفقا للمركز فإن النموذج السياسي الإيراني الذي يسعى إلى إنشاء ما يسمى بـ"الهلال الشيعي"، قدم  خدمة كبيرة لتركيا، إذ جاء نجاح المشروع السياسي التركي على حساب إخفاقات المشروع السياسي الإيراني.

وبين أن الصورة الطائفية التي قدمت بها إيران نفسها، أدت إلى عزلها إقليميا وزيادة عدم الاستقرار داخليا .ومن ثم، سمح ذلك لتركيا بأن تدخل هذه المجتمعات من الباب الواسع، لتطرح نفسها بأنها البديل السياسي الناجح، والقادر على تبني القضايا الإسلامية والعربية.

وذكر أن بقاء النظام الإيراني واستمراره يمثل مصلحة كبيرة بالنسبة لتركيا التي تدرك جيدا أن الضغوط الدولية المتصاعدة ضد إيران اليوم، هدفها تغيير النظام السياسي هناك. ومن ثم، ترى تركيا أن أي نظام سياسي جديد قادم في إيران، سيكون قريباً من الغرب، ولا يستبعد أن يستخدم ضدها، ولهذا فإن ضرورة المحافظة على النظام الإيراني يشكل مصلحة قومية عليا لتركيا.

وخلص المعهد إلى أن النهج الذي الذي تتبعه تركيا في ما يتعلق بعلاقاتها مع إيران يوضح  كيف أنها استفادت من ظروف إيران من أجل تعزيز أهدافها، ومن المتوقع أن تستمر في تعزيز تلك الروابط مع إيران لتحقيق مصالحها المتمثلة في مواجهة التحديات المحلية والإقليمية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!