ترك برس 

في تعليقه على التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسي إس 400، رأى الكاتب والمحلل الأمريكي المعروف، إريك مارجوليس، أن أي رد فعل قوي من جانب الإدارة الأمريكية، قد يدفع تركيا إلى الانسحاب من الناتو، وعندها سيكون الحلف بلا مخالب. 

وقال، مارجوليس في مقال نشر بدورية أورينتال ريفيو، إن قليلين يعتقدون أن الأتراك سوف يتحدون الضغوط الأمريكية على بلادهم، ولكن هؤلاء أخفقوا في فهم أعماق غضب تركيا من الولايات المتحدة.

وأوضح أن معظم الأتراك يؤمنون أن الولايات المتحدة دبرت محاولة الانقلاب الساقط عام 2016 على الحكومة الديمقراطية،من خلال منظمة دينية غامضة يقودها فتح الله غولن الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة.

وأضاف أن الرئيس التركي المنتخب، رجب طيب أردوغان، كان شديد الاستقلال عن واشنطن، حيث اشتبك مع السياسة الأمريكية في سوريا والخليج، وأثار غضب اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة لمطالبه بالعدالة للفلسطينيين.

ووفقا للكاتب الأمريكي، فإن تركيا تتعرض الآن لهجوم اقتصادي من جانب واشنطن، رغم أنها حليف قديم للولايات المتحدة، وخلال الحرب الكورية أنقذت القوات التركية الجنود الأمريكيين من الحصار الصيني. لكن الأتراك معظمهم من المسلمين، والمسلمون يكرههم ترامب وحلفاؤه.

وحول قرار إدارة ترامب اسبتعاد تركيا من برنامج المقاتلة F-35، قال مارجوليس إن تركيا يمكن أن تعيش دون F-35 باهظة الثمن، ويمكن للأتراك الحصول على طائرات حربية مماثلة وأقل تكلفة من روسيا.

ورأى أنه إذا كان رد فعل الولايات المتحدة  أكثر حدة، فقد تهدد تركيا بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي وطرد الولايات المتحدة من قاعدتها الجوية الاستراتيجية بالغة الأهمية في جنوب شرق تركيا.

وأضاف أنه يجب تذكير ترامب بأن حلف الناتو بدون تركيا سوف يكون بلا مخالب. وعلى نفس القدر من الأهمية، فإن تركيا غير المقيدة بعضوية الناتو، سوف تبحث عن مصادر للنفط التي تفتقر إليها وتحتاج إليها بشدة، وعن تحالفات جديدة.

وختم  مارجوليس مقاله بالقول: "منذ قرن واحد فقط، كانت حقول النفط الغنية بالعراق جزءًا من الإمبراطورية العثمانية حتى استولت عليها القوى الإمبريالية البريطانية والفرنسية. ولكن أيام تركيا الخاضعة قد ولت وانتهت". 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!