ترك برس 

نشر موقع SYNDICATION BUREAU مقالا للمحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، فيصل اليافعي، رأى فيه حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض بتبني الخطاب المعادي للسوريين في تركيا من أجل الهجوم على الرئيس رجب طيب أردوغان.

واستهل اليافعي مقاله بالإشارة إلى أنه بعد ساعات من فوز حزب الشعب الجمهوري في انتخابات الإعادة  لبلدية إسطنبول، انتشر وسم "Suriyeliler Defoluyor"، أو "ليخرج السوريون" على موقع تويتر، وتكرر تحت هذا الوسم العبارات العنصرية والأكاذيب وأنصاف الحقائق. 

وأضاف أن المعارضة التركية تعرف أن القضية السورية تجعل الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية معرضين للخطر، إذ يرتبط اللاجئون داخل تركيا والأعمال العسكرية في الخارج ارتباطًا وثيقًا وشخصيًا بالرئيس نفسه. لكن في محاولة لتقويضه، تهاجم المعارضة بعض أكثر الفئات ضعفا في البلاد.

وقال اليافعي إن رئيس بلدية إسطنبول الجديد، أكرم إمام أوغلو، وعد خلال الحملة الانتخابية بأن يكون رئيس بلدية لجميع المواطنين، بغض النظر عن العرق، لكن هذا لم يمنعه من مغازلة المشاعر المعادية للسوريين. فبعد أيام فقط من فوزه، كان يشتكي من أن الأتراك لا يستطيعون قراءة لافتات المتاجر في بعض أحياء المدينة.

ولفت إلى أن إمام أوغلو قلل من شأن العنف، ورفض إدانة الجناة الذين ارتكبوا أعمال عنف بحق السوريين واصفا إياهم بأنهم يشعرون بالقلق. 

وأضاف أن الفكرة الرائجة المعادية للسوريين والقائلة بأن عدد السوريين يفوق عدد الأتراك في بعض المدن، كررها إمام أوغلو، على الرغم من أنها غير صحيحة، إذ زاد عدد السكان السكان السوريين في البلدات الحدودية بنسبة 30 في المئة، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا للسلطات المحلية في تلك الأماكن، ولكن كبيان شامل، فإن السوريين الذين يفوق عددهم الأتراك لا أساس له.

ويذكر الباحث أن إمام أوغلو ليس وحده، إذ اتخذ زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، موقفا متشددا تجاه السوريين، قائلا إن اللاجئين يجب أن يعودوا إلى ديارهم. ويتبنى السياسيون من الحزب الجيد القومي، حلفاء حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الأخيرة، هذا الخط.

ورأى الباحث أن الخطاب المعادي للسوريين يكتسب شعبية، لأنها أداة قوية لدى المعارضة لمهاجمة أردوغان. 

وأوضح أن إمام أوغلو عندما وصف عملية توطين اللاجئين بأنها أديرت بشكل سيئ، فهو لا يهاجم فقط رئيس بلدية إسطنبول السابق، عن حزب العدالة والتنمية، بل يهاجم أردوغان نفسه، لأن سياسة تركيا تجاه السوريين هي من صنع الأخير.

ووفقا للباحث فإن المشاعر العامة في الداخل تؤثر أيضا في العمليات العسكرية التركية في الخارج، إذ إن المشاعر المعادية للمهاجرين داخل تركيا تجعل العمل العسكري الفعال في سوريا أكثر إلحاحًا لأن أردوغان يبحث عن وسيلة لتمكين السوريين من العودة.

والحل لدى أردوغان هو مواصلة توسيع الجيوب على الجانب السوري من الحدود، حيث يعيش السوريون تحت حماية القوات التركية. وقد عاد نحو 80.000 شخص بالفعل إلى سوريا هذا العام، والكثير منهم إلى تلك المناطق، التي تمتد لمئات الكيلومترات على الحدود السورية التركية على طول الطريق إلى بلدة جرابلس.

وأشار اليافعي إلى أن تأمين الحدود وإقامة منطقة آمنة مسألة ذات أهمية سياسية بالغة الأهمية لأردوغان وحزبه. ويبدو أن إعلان الرئيس التركي الأسبوع الماضي بأنه سيشن عملية عسكرية في شرق الفرات دفع الولايات المتحدة إلى القبول باتفاق حول إشاء منطقة منطقة آمنة أوسع على الجانب السوري من الحدود. 

وختم اليافعي مقاله بالقول بأن "مصير اللاجئين السوريين في تركيا يرتبط بأردوغان لأنه من اتخذ القرار بقبولهم. ولكن تراجع الاقتصاد التركي جعل دفع فاتورة اللاجئين أكثر صعوبة وكشف عن نقطة ضعف في أردوغان يستغلها خصومه. المضيف لديه مشكلة ولكن الضيوف هم من يعانون من أجل ذلك".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!