روشن تشاكر – صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس

تبقى ما يقارب ثلاثة أشهر على انتخابات 7 حزيران، وما زال السؤال يكرر نفسه: هل سيتجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم البالغة 10%؟

قد كنت أجيب عن هذا السؤال بقولي "احتمال أنْ يتجاوز نسبة الحسم يفوق احتمال عدم تجاوز نسبة الحسم"، لكن منذ فترة أقول "أصبح تجاوزه لنسبة الحسم أمرٌ سهلٌ جدا".

وسبب تحليلي هذا هو أنّ كل الأحزاب الحالية تقف في الانتخابات ضد حزب الشعوب الديمقراطي، بما فيها حزب العدالة والتنمية وحزبي المعارضة؛ الشعب الجمهوري والحركة القومية، فهذه الأحزاب الثلاثة تشكل النظام السياسي، وممثل الأكراد حزب الشعوب الديمقراطي يقف ضد هذا النظام، ويريد الحزب الاستفادة من هذا الوضع كما استفاد منه سابقا حزب الرفاه في بداية التسعينات.

نقاشات النظام الرئاسي: هناك من ينسج خيالا من المؤامرات، ويقول أنّ دخول حزب الشعوب الديمقراطي كحزب للانتخابات المقبلة هدفه تقوية يد اردوغان لإنشاء النظام الرئاسي، خصوصا إذا لم يتجاوز نسبة الحسم، لكن هذه الرؤية أصبحت بعيدة عن الواقع ولا أحد يلفت لها، وحزب الشعوب الديمقراطي أصبح قريبا من تجاوز نسبة الحسم.

من جهة أخرى، نجح اردوغان في الإسراع بفرض موضوع النظام الرئاسي ليصبح على رأس أجندة انتخابات 7 حزيران، لكن ذلك بعد فترة أصبح أكثر ما يفيد، يفيد حزب الشعوب الديمقراطي، لأنّ ذلك قد يكون سببا لحصول الأخير على أصوات من أقسام من الشعب ليس بها علاقة بالحزب، من باب "أنه إذا لم يتجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم، فإن حزب العدالة والتنمية سيكون أقرب بكثير لإنشاء النظام الرئاسي لوحده، لكن إذا تجاوز الأول نسبة الحسم، سيصعب الأمور كثيرا على العدالة والتنمية".

حزب الشعوب الديمقراطي لا يسعى لمنافسة العدالة والتنمية أو الحركة القومية أو الشعب الجمهوري على سدة الحُكم، وإنما هدفه بسيط ومعقول، وهو تجاوز نسبة الحسم للتواجد بقوة تحت قبة البرلمان، وهنا قد تخرج بعض الأصوات من الأحزاب المعارضة تطالب بدعم حزب الشعوب الديمقراطي ليتجاوز نسبة الحسم، على حساب انخفاض نسبة التصويت قليلا لأحزابهما، وذلك لإضعاف العدالة والتنمية.

عامل دمرطاش: ستُبنى الحملة الانتخابية لحزب الشعوب الديمقراطي على أساسات صلاح الدين دمرطاش، الذي امتلك الشجاعة ودخل الانتخابات الرئاسية وحصل على نسبة 9.8%، ولهذا كانت تسعى الحكومة خلال الفترة الماضية لمحاولة زعزعة حضور دمرطاش في الوسط الكردي، من خلال إبراز دمرطاش بأنه "سيء، ومحيطه جيّد"، فيما الأكراد يدركون وكذلك الشعب أنّ دمرطاش "جيّد، ومحيطه سيء"، وتثبيت ذلك في عقول الناس سيعني أنّ منافسة حزب دمرطاش على تجاوز نسبة الحسم ستكون قوية.

طريق الأكراد نحو المركزية: كنت يوم السبت الماضي في ديار بكر، ولا شك أنّ العديد من الناس كانوا لا يزالون يقلقون من موضوع تجاوز نسبة الحسم، لكن الحماس للتصويت لحزب الشعوب الديمقراطي منقطع النظير، لأنهم يشعرون أنهم أمام تحدي كبير، لهذا سيعملون بكل جهدهم من أجل أنْ يتجاوز نسبة الحسم.

ربيع الأكراد: في دولتنا الهادئة نراقب بحذر شديد ما يجري من حرب ودمار وفوضى في كل من سوريا والعراق، خصوصا الحرب ضد داعش، لأنّ الأكراد بشكل عام، وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، والأهم رأي عبد الله أوجلان وموقفه سيؤثر بلا شك على الانتخابات المقبلة.

وهنا بإمكاننا القول أنّ انتصار الأكراد في كوباني سيكون أهم عامل مساهم لتحقيق هدفهم في انتخابات 7 حزيران، فهذا الانتصار يشكل ربيع الأكراد، ولهذا لن يكون من المفاجئ أنْ لا يحصل حزب العدالة والتنمية على نسبة أصوات من الأكراد كتلك التي كان يحصل عليها في الماضي.

عن الكاتب

روشن تشاكر

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس