حسين يايمان - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

تدعي المعارضة وبعض الصحفيين أنّ هناك أزمة كبيرة داخل حزب العدالة والتنمية، تتمثل بعدم التفاهم والتوافق بين رئيس الجمهورية أردوغان ورئيس الوزراء داود أوغلو، حيث تفتتح هذه الأطراف يومها من خلال نشر هذه الأخبار، فيما تعمل مساء على إقناع أنفسها بصحتها، ومهما حاولنا سؤالهم لماذا يفعلون ذلك وعلى ماذا تعتمدون لصحة تلك الأخبار، لن يجيبوننا بشيء وسيستمرون بنفس النهج.

سبق لهم أنْ نشروا نفس الأخبار والشائعات بحق أردوغان وعبد الله غُل، فهم فعليا جعلوا من عبد الله غُل مؤسس لسبعة أحزاب خلال سبعة أعوام، ومؤخرا آمنوا واقتنعوا بصورة أكبر باحتمال إنشاء غُل لحزب جديد، لدرجة أنهم نشروا قائمتين بأسماء أعضاء العدالة والتنمية، الأولى قائمة الأعضاء المؤيدين لغُل وأخرى تابعة لاردوغان، ليحاولوا إيهام الناس أنّ هناك شرخ في حزب العدالة والتنمية، لكن ماذا حصل في النهاية؟ انتهت مهمة عبد الله غُل، فكُذّبت كل الروايات والشائعات.

عبد الله غُل انتهى، داود أوغلو انطلق!

ما زالوا يستمرون بنشر نفس الأخبار ونفس الشائعات، فاليوم يكررون نفس أقوال أمس، لكن بحق أردوغان وداود أوغلو، وقد كتبت سابقا عن منبع هذا الأسلوب، فهم لا يثقون بأنفسهم وبقدراتهم وبإمكانياتهم، لهذا يلعبون دوما على وتر "تضخيم أخطاء حزب العدالة والتنمية ونشر الشائعات بحقه"، لكن هذا المبدأ لن ينتج عنه سياسة حقيقية، لأنّ المجتمع يرى ذلك ويدرك ما يجري، ولن يؤثر أسلوبهم ذلك في آراء الناس قيد أنملة.

ونحن بدورنا نعود لنؤكد على أنه لا توجد خلافات أو اختلافات سياسية بين أردوغان وداود أوغلو، كما أكدنا في السابق أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل بين اردوغان وعبد الله غُل، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد فروقات بين الاثنين، فبصورة طبيعية نحن نتحدث عن شخصين اثنين، بكل تأكيد سيكون هناك فروقات بينهما، لكن الاثنان أثبتوا أنهم ينظرون إلى العالم من نفس النافذة.

يتفق أردوغان مع داود أوغلو على موضوع الاتحاد الأوروبي، وتعزيز الديمقراطية، ومسألة قبرص، وعملية السلام مع الأكراد، والنظام الاقتصادي، وغيرها من شتى المواضيع والمسائل، فالاثنان منتسبان إلى نفس الأصل، لهذا يرون نفس الأحلام، ويتشاركون بنفس الأهداف والطموحات، وعندما يكون الأمر كذلك، ستذهب كل الجهود التي تسعى لإحداث شرخ بين أردوغان وداود أوغلو أو تصوير وجود هذا الشرخ، ستذهب جهودهم أدراج الرياح.

ما معضلة المعارضة؟

أسلوب المعارضة هذا دليلٌ إضافي على ضعفها أصلا، لأنّ أعمالهم هذه تبيّن للجميع عجزهم وقلة حيلتهم وفقدان ثقتهم بأنفسهم، وهذا ما رأيناه بالأمس، عندما ترأس أردوغان جلسة مجلس الوزراء، فالحزب والحكومة يدركان أنّ أردوغان هو زعيم وقائد هذه المسيرة، واعتقد أنّ على المعارضة أنْ تركّز جهودها أكثر على الانتخابات، بدلا من تركيزها على نشر شائعات وجود أزمة تفاهم بين اردوغان وداود أوغلو.

على المعارضة التي خسرت 3 انتخابات محلية و3 انتخابات عامة وخسرت في استفتاءين، أنْ تتوقف وتفكر في نفسها مليّا، عليها أنْ تسأل نفسها أين يقع خطؤها، ولماذا لا يصوّت لها الشعب؟ لماذا يستمر الشعب بالتصويت لأردوغان رغم كل حملات التشويه التي تقودها المعارضة؟ على المعارضة أنْ تجيب على هذه الأسئلة، قبل أنْ تتوجه إلى الشعب من أجل طلب دعمه، لكن إذا استمروا بصب كل جهودهم على محاولة نشر الشائعات بوجود خلاف بين أردوغان وداود أوغلو، فسيخرجون من الانتخابات القادمة بخفي حنين.

لا تستطيع تركيا الجديدة وحزب العدالة والتنمية التعامل مع الأساليب السياسية التي كانت سائدة في تركيا القديمة، فإصرار المعارضة منذ 13 عاما على نفس الأسلوب، أدى إلى حصولها على نفس النتائج دوما.

أنا كمتابع عن قرب لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء سأقول مجددا، لا يمكن أنْ يكون هناك خلاف استراتيجي بين أردوغان وداود أوغلو، ولو حصل سيكون اختلاف في التكتيك فقط، ومن ينتظر حصول ذلك، خصوصا قبل الانتخابات المقبلة، سيبقى يعيش في أوهامه، وستخيب آماله.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس