حسين يايمان – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

مع اقتراب حلول موعد الانتخابات البرلمانية التركية، يزداد الحماس السياسي داخل الدّولة التركية، ويعتزم زعماء الأحزاب السياسية النّزول إلى الشّوارع من أجل عرض مشاريعهم للشعب والبدء بحملتهم الانتخابية. واعتباراً من اليوم سنقوم بحليل دقيق لكل حزب من الاحزاب المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة. وسنبدأ من الحزب الحاكم وهو حزب العدالة والتنمية.

مما لا شكّ فيه بأنّ حزب العدالة والتنمية بقيادة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو هو المرشّح الأقوى للظّفر في هذه الانتخابات. فكلّ استطلاعات الرأي التي تجريها مراكز الأبحاث تدلّ على أنّ هذا الحزب سيفوز بالانتخابات من دون منازع ولا منافس.

ولن يستطيع منافسو هذا الحزب سواء حزب الشّعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب الشّعوب الدّيمقراطية، الوصول إلى الحكم حتّى ولو سلكوا نظاماً سياسياً صحيحاً. وكافّة الآراء والتّحليلات تشير إلى أنّ السبيل الوحيد لوصول هذه الأحزاب إلى سلطة البلاد، هو عندما يرتكب حزب العدالة والتنمية أخطاءً جسيمة يعاقبه عليها الشّعب التركي. عندها فقط يمكن لهذه الأحزاب أن تصل إلى سُدّة الحكم في تركيا.

حزب العدالة والتنمية وبعد أن ودّع زعيمه التّاريخي إلى القصر الرّئاسي، بدأ صفحةً جديدة مع قائده الجديد أحمد داود أوغلو. فرئيس الوزراء الجديد تكفّل مهمّة ليست بالسّهلة وهي إرساء الفكر المؤسّساتي في الدّولة التركية. فعليه من جهةٍ أن يحافظ على تراث الأمة التركية ويحمي هذا التّراث من الضّياع ومن جهة أخرى عليه أن يواكب حركة التّجديد الذي يطرأ على مجالات الحياة بشكل عام. وهذه المهمّة ليست بالسّهلة أبداً.

الإنشاء والابتكار

لقد تابعت بشغف، مؤتمرات حزب العدالة والتنمية في مختلف المحافظات التركية والتي يشارك فيها رئيس هذا الحزب أحمد داود أوغلو. وأدركت أنّ داود أوغلو يتمتّع بذكاءٍ باطني وحسٍ قوي. فهو سريع التأقلم مع المستجدّات وقائد له قابلية رهيبة على التّعلّم. وهو يقود هذه المرحلة الانتقالية بنجاح ملفتٍ للنّظر، لا سيما أنّ تحقيق الاستقرار والانضباط داخل مؤسّسةٍ كبيرة مثل حزب العدالة والتنمية ليس بالأمر السّهل.

والأهم من كل هذا فإنّ هذا الرّجل وضع أهدافاً جديدة للحزب وهو يسعى لتجنيد الجميع من أجل تحقيق هذه الأهداف.

إنّني أشبّه حزب العدالة والتنمية بسفينةٍ كبيرة وراسخة تعرف إلى أيّ ميناءٍ ستتجه، وحتّى لو تغيّر قائد السّفينة، فإنّ هدفها لا تتغيّر. كما أنّ ركّاب هذه السّفينة يتغيرون باستمرار، إلّا أنّ التنسيق والعمل المنظّم داخلها لا يتعرضان لأيّة هفوة.

حزب العدالة والتنمية مثل الأوركسترا الكبيرة يحوي داخله العديد من العازفين المهرة الذين يتميّزون بالمواهب المختلفة. فعندما يعزف كلّ واحد منهم على حِدى، فإنّ عزفهم لا يطرب كما لو كانوا يعزفون تحت قيادة مدير الأوركسترا المتمثّل بقائد الحزب.

حزب العدالة والتنمية وعلى الرّغم من مُضي ثلاثة عشر عاماً على حكمه، إلّا أنّه ما زال محافظاً على الطّيقة الاجتماعية الدّاعمة له. فهذا الحزب استطاع خلال هذه الفترة بالفوز في ثلاثة انتخابات برلمانية وثلاثة انتخابات محليّة، كما فاز في استفتائين عامّين وانتخابٍ لرئاسة الجمهورية. ومثل هذا النّجاح لحزب سياسي قلّ نظيره ليس فقط في تركيا بل في العالم بشكل عام. وعلى الرّغم من كلّ محاولات الإطاحة بهذا الحزب، إلّا أنّ نسبة العدالة والتنمية من أصوات النّاخبين الأتراك تتراوح بين 48 بالمئة و50 بالمئة.

الدّيناميكيات الجديدة للحزب:

1 – استطلاعات الرأي تشير إلى أنّ نسبة أصوات حزب العدالة والتنمية بحدود الخمسين بالمئة، لذلك يبدوا أنّ الحزب سيخوض الانتخابات بأريحية تامّة

2 – إنّ النّظام الدّاخلي لحزب العدالة والتنمية الذي ينصّ على عدم استطاعت النّواب من التّرشّح إلى البرلمان لأكثر من ثلاثة دورات، يتيح فرصة لدخول عناصر جديدة إلى الساحة السياسية في تركيا وحزب العدالة والتنمية.

3 – حزب العدالة والتنمية على الرّغم من طول فترة حكمه للبلاد، إلّا أنّه مازال مستمرّ بعملية التّجديد وتقديم الخدمات للمواطنين وتوفير الأمن لهم.

4 – حزب العدالة والتنمية يبعث الأمل في نفوس المواطنين عبر تنفيذه لمشاريع تنموية محلية ودولية. فهذا الحزب الأن أقوى مما كان عليه على صعيد الخدمات المحلية.

5 – حزب العدالة والتنمية لا يهدف إلى كسب العراك الانتخابي فحسب، بل يطمح إلى الانتقال بظام الحكم في البلاد إلى النّظام الرّئاسي من خلال هذه الانتخابات.

6 – إنّ الحكومة الجدية التي سيشكّلها داود أوغلو في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، من المرجّح أن يزجّ باسمه على صفحات التّاريخ بأحرف من ذهب.

عن الكاتب

حسين يايمان

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس