ترك برس 

تتواصل الدوريات الجوية والبرية التركية الأمريكية المشتركة منذ  شهر في المناطق الواقعة شرق الفرات، وخاصة بين تل أبيض ورأس العين، كان آخرها تسيير الدورية البرية المشتركة الثالثة يوم الجمعة الماضي، في إطار فعاليات المرحلة الأولى من إنشاء المنطقة الآمنة.  

ويشير المحلل الأمني التركي، متين غورجان إلى وجود مشكلة قد تعرقل التعاون بين أنقرة وواشنطن، وتتعلق بالأسلحة الثقيلة التي قدمها الجيش الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها تنظيم "ي ب ك"، حيث نقلت الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وقاذفات الصواريخ المتعددة إلى التنظيم. 

وتساءل غورجان في تحليل نشره موقع المونيتور عن مصير هذه الأسلحة والطائرات بدون طيار التي قدمتها واشنطن.  

وذكر أن كريس ماير مدير مجموعة العمل في البنتاغون الخاصة بمكافحة داعش، قال في مؤتمر صحفي في 18 أيلول/ سبتمبر، إن مركز العمليات المشتركة في جنوب تركيا يعمل بكامل طاقته، وقد أزال المركز تحصينات "ي ب ك" على طول الحدود التركية وبدأ الدوريات المشتركة.

وعندما سئل ماير عن إزالة الميليشيات الأسلحة الثقيلة، ومدى تقدم الجهود المبذولة لإزالة التحصينات، أجاب بأن: "ما التزمنا به هو المساعدة في ضمان سحب عناصر "ي ب ك"، وأن نضمن قدر الإمكان ألا يؤدي ذلك إلى فراغ أمني. تقييمنا هو أن تكون هناك قوات أمنية محلية أخرى تكون جزءًا من قوة أمنية دائمة". 

ووفقا لغورجان فإن الرد المراوغ لماير يشير إلى أن الولايات المتحدة في الوقت الذي تتعاون فيه مع تركيا، توصلت إلى قرار بهذا الشأن: كيفية استيعاب ضغط أنقرة المتزايد على "ي ب ك" للتخلي عن أسلحتها الثقيلة، مع ضمان ألا يؤدي انسحاب الميليشيات إلى خلق فراغ  شرق الفرات، حيث توجد خلايا لداعش. 

وأضاف أن تعاون الجيش الأمريكي مع تركيا قد يعني استرداد الأسلحة الثقيلة من "ي ب ك" وتقليل قدراتها العملياتية، وفي الوقت نفسه فإن الجيش الأمريكي أكثر التزاما بالحفاظ على قدرات "ي ب ك" بالنظر إلى تهديدات أمن الحدود وعمليات مكافحة داعش وصد قوات النظام السوري المدعومة من روسيا والميليشيات الموالية لإيران.

ورأى غورجان أنه على الرغم من أن الجهود التركية الأمريكية على طول الحدود اليوم تحقق هدفها، إلا أنها ستفشل مع تحرك العمليات جنوبًا.

وأوضح أن تركيا لن تقدم تنازلات عندما يتعلق الأمر بنزع سلاح "ي ب ك"، حتى لو تحركت الولايات المتحدة وتركيا جنوبًا. وهذا سيجبر الولايات المتحدة على تقرير ما إذا كانت ستتعاون مع "ي ب ك" أو تركيا شرق الفرات.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة كانت حريصة على رفع مستوى القدرات العسكرية لتنظيم "ي ب ك" خلال السنوات الأربع الماضية. 

ومن خلال برامج التدريب والتجهيز التي قدمتها الولايات المتحدة، غير تنظيم "ي ب ك" بشكل جذري ثلاثة مجالات أساسية: مساحة النزاع المسلح، وخصائصه، والجهات الفاعلة المعنية.

سمح الجيش الأمريكي لـ"ي ب ك" بالتطوير التدريجي لقدراتها على الحرب الحضرية، الأمر الذي دفعها إلى وضع استراتيجية جديدة في "حرب العصابات الحضرية".

ومع تحول الاستراتيجيات العسكرية من الريف إلى الحضر، طور "ي ب ك" مجموعة جديدة من القدرات التي تحوله إلى جيش نظامي. وتشمل هذه القدرات السيطرة الإقليمية/  اختراق الخطوط الدفاعية، وهجمات الدروع التقليدية وحرب الحصار، وعمليات القناصة، والمراقبة والاستطلاع بالطائرات بدون طيار، وغيرها. 

تشمل جهود "ي ب ك" لتعزيز قدراته على المراقبة باستخدام الطائرات بدون طيار طراز "RQ-20 Puma" الأمريكية الصنع والنموذج المدني "DJI Phantom Drone".

ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام التركية، فإن "ي ب ك" لديها أكثر من 100 طائرة استطلاع وتستخدم معظمها في كوباني وتل أبيض وعين عيسى ورأس العين.

وختم غورجان مقاله بأن الولايات المتحدة سيتعين عليها في النهاية اتخاذ قرارات جادة مع تحول الجهود العسكرية الأمريكية التركية جنوبًا، إذ ليس من المرجح أن تتراجع أنقرة عن اعتراضاتها على تعزيز القدرات العسكرية لتنظيم "ي ب ك". 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!