ترك برس

أشار الباحث والمستشار السياسي الدكتور باسل الحاج جاسم، إلى وجود "توافق بين دمشق وأنقرة على عدم شرعية ما تقوم به الولايات المتحدة في جزء يعادل ربع أو أكثر من أراضي الجمهورية العربية السورية".

وفي حديث لموقع "سبوتنيك" بالعربية، حول تطورات إقامة المنطقة الآمنة في الشمال السوري، قال الحاج جاسم إنه لا يخفى على أحد مشاريع الولايات المتحدة في سورية، وكل ما يفعلونه على الساحة السورية يشير إلى أنهم يريدون تمزيق الجمهورية العربية السورية وتغيير وجهها من خلال دعمهم لمجموعات مسلحة تحمل طابع عرقي. 

وبحسب تقارير منظمة العفو الدولية بين عامي 2015 و2017  قامت هذه المجموعات التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكي بعمليات تطهير عرقي تهجير ومسح بلدات بأكملها عن وجه الأرض طالت ليس فقط الأغلبية المطلقة من العرب وإنما أيضاً الأكراد والتركمان.

ورأى الباحث أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على خلط الأوراق من خلال ترك هذه الفوضى أو إطالة أمدها بالتعويل على حدث ما يلهي جميع الأطراف عن مشروعها، ولا يروق للولايات المتحدة أي إتفاق بين موسكو وأنقرة خصوصاً الذي جرى مؤخراً حول إدلب ولذا تسعى الولايات المتحدة لإعاقة إغلاق ملف إدلب لأن غلق ملف إدلب يعني التوجه بشكل عملي نحو ضرب مشروعها التي تعمل عليه.

الحاج جاسم، أشار إلى أنه هناك خلاف عميق بين التركي والأمريكي ، واشنطن تلعب على عامل الوقت تريد أن تسحب أو تخفف حدة الإندفاع التركي لذلك تعمل بالمماطلة، لو لاحظنا قبل إجتماعات الأمم المتحدة كان هناك رسالة واضحة من دمشق إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن بأن المجموعة المسلحة التي أطلقت عليها الولايات المتحدة "قسد" هي مجموعة  إرهابية انفصالية تعمل على تهجير وتغيير تركيبة وديمغرافية المنطقة، وهذا يتناغم تماماً مع الخطاب التركي. 

أيضا كان هناك خطاب مشابه قبل أن تبدأ تركيا بعمليتها الأولى داخل الأراضي السورية  "درع الفرات" إذ خرج متحدث بإسم القوات المسلحة السورية ذكر بالإسم هذه المجموعة بعد إشتباكات حدثت في الحسكة ووصفها بأنها ذراع عسكري لحزب العمال الكردستاني التركي الإرهابي. 

إذاً هناك توافق بين دمشق وأنقرة على عدم شرعية ما تقوم به الولايات المتحدة في جزء يعادل ربع أو أكثر من أراضي الجمهورية العربية السورية، وبالمقابل هناك خلاف حادة بين تركيا والجمهورية العربية السورية في هذه الفترة، وبالتالي لب الموضوع يمكن في أن الولايات المتحدة تعوّل على هذا الأمر وتماطل مع الدولة التي من المفترض أن تكون حليفة لها وهي تركيا.

وعن أهمية إستمرار لقاءات "أستانا" قال  الحاج جاسم، "من الواضح أن التواجد الأمريكي  ومخططات واشنطن إن كان في سورية أو للمنطقة عموماً هو يوحد مواقف كل من أنقرة وطهران وموسكو وحتى دمشق لأن جميعهم يدركون الخطر من هذا التواجد الذي ستترتب عليه بالتأكيد لاحقا خطورة كبيرة سواء على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية ولاحقاً على كل دول المنطقة وصولاً حتى روسيا القوقاز وعموم أراضي روسيا الاتحادية.

من هذا الباب إستمرار لقاء أستانا سواء إتفق معه البعض أو اختلف استطاع أن يحقق الكثير من التقدم ويخفف حدة التوتر ويحد من وتيرة المعارك، ولو نظرنا قبل عامين  حتى اليوم نرى أن الوضع إختلف كثيراً، مسار "أستانا" حقق الكثير من التقدم" .

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!