ترك برس

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء الموافق 09 أكتوبر/الأول، إطلاق جيش بلاده عملية عسكرية شرقي نهر الفرات شمالي سوريا، سميت بـ "نبع السلام"، ضد التنظيمات الإرهابية في المنطقة.

عقب ذلك بدأت المدفعية التركية مدعومة بالمقاتلات، بضرب المواقع الإرهابية بين بلدتي تل أبيض ورأس العين، شرقي نهر الفرات، تلتها بعد ساعات بدء الهجوم البري بالتعاون مع الجيش الوطني السوري (الجيش السوري الحر سابقاً).

اللافت في توقيت انطلاق عملية "نبع السلام"، أنها وافقت اليوم الذي اضطر فيه نظام حافظ الأسد، لطرد زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية، عبد الله أوجلان، من أراضيه، بعد تهديد تركيا بشن عملية عسكرية في حال لم يتم طرده.

وفي 09 أكتوبر/تشرين الأول 1998، طرد نظام الأسد الأب، أوجلان من سوريا الذي كان يقيم ويمارس نشاطه السياسي والعسكري فيها.

ومن سوريا انتقل زعيم المنظمة الإرهابية إلى كينيا وبقي فيها حتى اعتقاله هناك من قبل الاستخبارات التركية، في 15 فبراير/ شباط 1999، ومن ثم اقتياده من إلى تركيا، لينتهي به الأمر في سجن بجزيرة إيمرلي التركية.

والعام الماضي، نشرت وكالة الأنباء التركية "الأناضول، ولأول مرة، تفاصيل العملية الاستخباراتية التي تم فيها اعتقال واقتياد أوجلان من كينيا إلى تركيا، وذلك من خلال إفادة جديدة أدلى بها أحد المشاركين في العملية التي جرت في شتاء 1999.

وكشف البروفيسور حسن إيشغوزار من جامعة أنقرة، والذي كان يشغل إبان العملية منصب مستشار لدى وزارة المواصلات التركية، وكان من بين المشاركين في العملية، عن تفاصيل القبض على "أوجلان" وكيفية التخطيط للعملية وما تعرضوا له من مخاطر خلال تنفيذها.

ونقلت وكالة الأناضول عن "إيشغوزار" قوله إن "الأمر بدأ مع قدوم مسؤولين من جهاز الاستخبارات التركية وإبلاغي بحاجتهم لي في توفير عدد من الوثائق اللازمة لطائرة ستغادر تركيا للقبض على أوجلان واقتياده إلى البلاد"، موضحاً وجود معلومات وصلت إلى جهاز الاستخبارات تفيد بتأجير اليونان طائرة لنقل أوجلان من كينيا التي كان متواريا فيها إلى هولندا.

وأضاف "إيشغوزار" أنه تم البدء بتجهيز طائرة من نفس الطراز، وتحمل نفس اللون ومواصفات الطائرة المستأجرة لأوجلان، لاستخدامها في خطفه ونقله إلى تركيا، مبيناً أنهم لم يجدوا في البلاد طائرة تحمل المواصفات المطلوبة إلا لدى رجل أعمال تركي واحد، وتم التفاهم معه واستئجارها منه، دون إبلاغه بأي معلومات عن العملية.

وبعد إتمام كافة الإجراءات اللازمة وتغيير معالم الطائرة، وجعلها مطابقة لنظيرتها الهولندية، غادرت تركيا وعلى متنها طياران و4 أو 5 أشخاص من المخابرات التركية، حيث تم إبلاغ الطيارين في البداية بأن وجهة الطائرة ستكون إلى مصر وبعدها أوغندا، وتم إرسال بيانات الركاب إلى الإدارة العامة للطيران المدني، لكنها كانت مزيفة وتؤكد أنهم تجار موز.

وبعد الإقلاع من مطار أوغندا، عقب وصول معلومات مؤكدة عن مغادرة الطائرة الحقيقية هولندا، هبطت طائرة الاستخبارات التركية في مطار كينيا قبل وصول الطائرة الهولندية بساعتين تماما.

ووفقاً لرواية "إيشغوزار" فإن أوجلان كان يلجأ إلى سفارة اليونان في كينيا، التي تحرك منها إلى المطار في موكب من 4 سيارات، أولها تقل عناصر من الشرطة الكينية، والثانية فريق حماية تابع للسفارة اليونانية، والثالثة تقل أوجلان والرابعة عناصر من منظمته "بي كي كي"، وقبل دخول القافلة إلى المطار، حولت شرطة المرور الكينية، السيارة التي تقل عناصر "بي كي كي" إلى مدخل آخر للمطار، لتدخل السيارات الأخرى في إطار طبيعي وتلقائي للغاية، حيث دخلت سيارة أوجلان قبل بقية السيارات، وكان هو في غاية الراحة والاطمئنان، وفي صورة أنيقة يرتدي بدلة رسمية وربطة عنق.

الجانب الأبرز في العملية هو ما قاله المستشار التركي من أنه في غضون 60 ثانية، فُتح باب الطائرة وألقي القبض على أوجلان حال دخوله، وسرعان ما أغلق الباب، ثم غادرت الطائرة على الفور قبل وصول سيارات عناصر "بي كي كي" المرافقة لأوجلان.

وفيما يتعلق بالمخاطر التي تعرضوا لها خلال العودة إلى تركيا، يقول إشغوزا، إنه وعند دخول طائرتهم المجال الجوي القبرصي، نظراً لالتزام كل طائرة بالقواعد الدولية المتبعة في مثل هذه الحالات، طلب المسؤولون القبارصة إرسال رمز ذيل الطائرة وتم إخبارهم به، لكنهم لم يصلوا إلى بيانات توثق هذه الطائرة، وتمت مماطلتهم وإبلاغهم ببيانات خاطئة والتذرع بعدم إتقان اللغة الإنجليزية، حتى مرت 18 دقيقة دخلوا بعدها المجال الجوي التركي، ليهبطوا أولاً في إحدى مطارات في جنوب غربي تركيا، ومن ثم إلى انتقلوا إلى مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!