ترك برس 

ارتفعت في الآونة الأخيرة المطالبات من أعضاء في الكونغرس الأمريكي وفي إدارة ترامب بسحب الأسلحة النووية الأمريكية من تركيا. ووفقا لتقرير نشرته نيويورك تايمز، فإن مسؤولين من وزارتي الخارجية والطاقة يدرسون أفضل السبل لإعادة 50 رأسًا نوويًا من طراز (B61) من قاعدة إنجرليك الموجودة في تركيا. 

لكن سحب الأسلحة النووية من تركيا يحمل في طياته مخاطر مادية، كما يقول مايلز بومبر، الباحث في مركز جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار النووي، في مقال له بموقع "ذا كونفرزيشن". 

وأوضح بومبر أن القنابل رغم أنها ليست ثقيلة الوزن "700 رطل فقط" فإن نقل المواد النووية يتطلب أمانًا كبيرًا. وعلاوة على ذلك، يتعين على الحكومة التركية أن تساعد أو ألا تعترض على الأقل طريق هبوط طائرات النقل أو إرسال قوافل الشحن عن طريق البر أو البحر.

ووفقا لبمومبر، فإن الخطر الأكبر لسحب القنابل النووية من المرجح أن يكون سياسيا. هذه المخاوف لم تشجع الإدارات الأمريكية السابقة على إزالة القنابل، رغم أن مجتمع الدفاع التركي لا يهتم بشكل خاص باستخدامها.

وأضاف أن من بين المخاوف الأمريكية هو أن تركيا يمكن أن تنظر إلى هذه الخطوة على أنها إبعاد لها عن الناتو. وقد يؤدي ذلك إلى قيام تركيا بالسعي إلى توثيق العلاقات مع روسيا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن سحب الأسلحة النووية من تركيا قد يؤدي إلى طلبات لإزالة قنابل أخرى من بلجيكا وهولندا وألمانيا، حيث لا تحظى هناك بتأييد بين شعوب تلك الدول. 

ويلفت بومبر إلى أن هناك دافعًا آخر للقلق، إذ أن قرارا أمريكيا بسحب الأسلحة النووية قد يدفع الرئيس التركي، إلى التفكير بجدية في الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وأن تطورتركيا ترسانتها النووية. ولطالما خشي المسؤولون الأمريكيون من أن يشجع سحب القنابل النووية الأمريكية أردوغان على محاولة تحويل هذا التهديد إلى واقع ملموس.

وتتفق الدكتورة، سارة بيرسي، المتخصصة في الحرب الباردة بمدرسة العلوم السياسية في جامعة كوينزلاند، على أن عقلية الحرب الباردة المتمثلة في نشر الأسلحة النووية في الدول الحليفة لمنع تلك البلدان من صنع أسلحة الدمار الشامل الخاصة بها يمكن أن تؤثر في القرار.

وأوضحت بالقول: "إذا أبقيت الأسلحة النووي هناك، فهل يقنع ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببدء برنامجه النووي الخاص؟ ربما، على الرغم من أن أردوغان يبدو أنه يعتقد أنه يمتلك اليد العليا في التعامل مع دونالد ترامب."

وأضافت أن الأسلحة النووية في تركيا لم يكن من المرجح أن يتم نشرها أو استخدامها على الإطلاق، ولكن هذه الأسلحة خدمت غرضًا أكبر خارج ميدان المعركة كأدوات للمساومة السياسية.

وأوضحت أن "هذه الأسلحة النووية الموجودة في قاعدة إنجرليك زائدة فعليًا، لكنها أوراق مساومة كبيرة، فمن الناحية السياسية، تعتبر الأسلحة النووية مهمة للغاية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!