يوجال كوتش – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس

لا شك أن تركيا كانت اللاعب الذي حقق أكبر المكاسب، ونال كل ما يريد خلال فترة قصيرة لا تتجاوز أسبوع، بفضل عملية نبع السلام. 

الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع دولتين عظميين كالولايات المتحدة وروسيا والنهوض مع مكاسب هو نجاح كبير. 

فالمنطقة الآمنة أزالت المخاطر التي تهددنا وحققت أمننا من جهة، ومهدت الطريق أمام التخلص من مشكلة المهاجرين، التي كلفتنا المليارات، من جهة أخرى. 

نتيجة الأمن والاستقرار سيزداد عدد المستثمرين الأجانب، وسيحقق الاقتصاد التركي قفزة نوعية خلال فترة قصيرة. 

***

حل مسألة المنطقة الآمنة، المستمرة منذ سنين في شرق الفرات، بهذه السرعة أذهل معارضي تركيا في الداخل بقدر ما أدهش أوروبا. وهم يسعون لفهم مكاسب الولايات المتحدة وروسيا من الاتفاق مع تركيا. 

هناك أمر وحيد هؤلاء محقون به، وهو أن أحدًا لا ينهض عن طاولة المفاوضات دون الحصول على شيء ما. إذن لنوضح لهم:

الولايات المتحدة

- لم ترد واشنطن فقدان تركيا تمامًا لصالح روسيا، لذلك فضلت تحسين العلاقات.

- حمت تنظيمًا إرهابيًّا أنفقت عليه أموالًا طائلة، وحالت دون القضاء عليه. 

- حافظت على إمكانية استخدام آلاف الإرهابيين المرتزقة في استراتيجياتها الجديدة خصوصًا في إيران والعراق. 

- وضعت مخططاتها التي لم تستطع تحقيقها اليوم قيد الانتظار على مبدأ أن الزمن سيدور ذات يوم. 

- إن لم تستطع السيطرة على المنطقة برمتها فهي اتبعت استراتيجية عدم التخلي عنها كلها.

- ضمنت حقول النفط والغاز، التي سيطرت عليها في سوريا، على الأقل في مواجهة تركيا، من خلال الاتفاق.

- كشفت مفاتيح استراتيجيتها تجاه العاصفة المنتظرة في شرق الفرات، بعد حل الأزمة السورية.  

***

روسيا

- اتبعت استراتيجية تقريب تركيا منها أكثر في مواجهة الولايات المتحدة.

- وجهت رسالة مفادها: "أنا صاحبة الكلمة الأخيرة في المنطقة. إذا عملنا معًا نتوصل إلى نتائج أفضل".

- تجنبت التصريحات المتناقضة وقدمت صورة حليف أصدق وأكثر موثوقية وأعلى مستوى. 

- أظهرت أنها قادرة على إيجاد طريق وسط مع تركيا دون التخلي عن الأسد، الذي دعمته منذ البداية. 

- اتخذت تدابير من أجل إزالة المخاوف حول عدم خروج تركيا من شرق الفرات.

- لم تترك زمام المبادرة خلال سعينا لضمان حقوقنا الأمنية المستندة إلى اتفاقية أضنة، ودخلت بنفسها وأقحمت النظام إلى جزء من الحزام الشمالي. 

- عملت بعكس استراتيجية الانسحاب الأمريكية، ووجهت رسالة بأنها باقية في سوريا.

- أقدمت على حملات من أجل زيادة اتصالات تركيا مع الأسد. 

- أعلنت أن المنطقة سوف تُطهر من القوات الأجنبية عندما يحين الوقت وأنها ستعمل مع تركيا من أجل منع تقسيم سوريا. 

- واصلت سيطرتها، عن طريق نظام الأسد، على المنشآت النفطية التي تنتج 300 ألف برميل يوميًّا في القامشلي.

عن الكاتب

يوجال كوتش

كاتب في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس