ترك برس

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، "إننا نعلم من هم الذين أسسوا القاعدة وتوأمها داعش واستخدموهما وقاموا بتوجيههما وسمعنا ذلك شخصيًا من أفواههم ونحن نتابعهم".

جاء ذلك في كلمة خلال فعالية أقيمت في مركز بيش تبه للمؤتمرات والثقافة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة للاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لافتتاح كلية الشريعة في جامعة أنقرة.

أردوغان أكّد أن الجهود التي تبذل من أجل ربط الوحشية بالإسلام دين الرحمة والتسامح لا يمكن أن تمنع الصحوة في القلوب. 

وأضاف: "إن الإسلام مستمر بقوة في كونه الوصفة الوحيدة لخلاص الإنسانية. ويقع على عاتقنا مسؤولية توحيد الجهود التي تبذلها القلوب المؤمنة بالله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم والعمل بكل ما في وسعنا من أجل تحقيق ذلك. 

لذلك علينا أن نكون في حالة سلام أولًا مع الله جل جلاله ثم مع نفسنا وأخيرًا مع كافة المخلوقات حولنا".

وأشار إلى أن "الإسلام هو دين السلام، والمسلم هو شخص يعمل من أجل السلام. مستطردًا بالقول: "لا يمكننا حل أي مشكلة من مشاكلنا وتقديم الخدمات التي نريدها إلى الإنسانية دون تمركز الإسلام في حياتنا بهذا الشكل. 

جميع الناس في العالم المتحضر يسعون إلى الحرية. مع أن الحرية الحقيقية والأكبر للمسلمين هي الخضوع لله وعبادته. وبدون أن ننجح في ذلك فلن نتمكن من وضع المفاهيم الحقيقية لمجهوداتنا".

وقال أردوغان إن أكبر التحديات التي تواجه العالم الإسلامي وعليه التغلب عليها من أجل حاضره ومستقبله هو القضاء على فتنتين كبيرتين تم زرعهما بين المسلمين. 

واستطرد: "الفتنة الأولى هي وصول الانتماء الحزبي في بعض الأماكن وبعض العقول إلى مستويات وكأنه دين لوحده. إن العقلية التي تغلّب الاختلافات في الأفعال على العقيدة لا يمكن أبدًا أن تكون منسوبة لديننا. الفتنة الأخرى التي يجب أن نتغلب عليها هي الإرهاب. 

الإرهابي هو الشخص الذي يسفك دماء الأبرياء من أجل قضيته المنحرفة دون أن يرف له جفن. لهذا السبب لا يمكن أن يكون المسلم إرهابيًا. لأن المسلم لا يتمسك بقضية منحرفة ولا يسفك دماء الأبرياء".

وتابع: "إننا نعلم من هم الذين أسسوا القاعدة وتوأمها داعش واستخدموهما وقاموا بتوجيههما وسمعنا ذلك شخصيًا من أفواههم ونحن نتابعهم. 

إن حقيقة العقلية التي تعتبر قطرة البترول أكثر قيمة من قطرة الدم وتكمن خلف الوحشية المستخدمة باسم الإسلام بدأت تتكشف بوضوح أكثر وأكثر. 

لا يمكننا أن ننعم بالأمن والرخاء ولو للحظة واحدة دون تحطيم جدران التعصب الطائفي والإرهاب التي تم وضعها بين المسلمين".

أردوغان قال إن مسؤولية ريادة تحطيم جدران التعصب الطائفي والإرهاب تقع على عاتق العلماء ورجال الدين. 

واستدرك: "إن كفاحنا لجعل الإسلام مرشدًا ودليلًا يحتضننا أولًا ثم بلدنا وأخيرًا العالم كله هي مسؤوليتنا جميعًا إلى الأبد. 

وبهذه الطريقة فقط يمكننا أن نفشل المشروع الرامي إلى ربط ديننا العظيم والطاهر الإسلام بالإرهاب والجهل والبؤس والتعصب الأعمى والتخلف. وهذا هو الجهاد الأكبر في عصرنا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!