كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

حزب الشعب الجمهوري يُدار من الخارج وليس من الداخل. شهدنا على هذه الحقيقة مرة أخرى في الأيام القليلة الماضية. أصبح محرم إينجة، أحد الأسماء النافذة داخل الحزب بعد زعيمه السابق دنيز بايكال، هدفًا لمؤامرة جديدة.

تمتد أطراف هذه المؤامرة ما بين مؤسسات إعلامية مثل صحيفة سوزجو وقناة فوكس (تنظيم غولن) من جهة، والقيادة العامة للحزب من جهة أخرى. ومن خلال هذه المؤامرة هناك مساعٍ لتغيير توازنات القوى داخل الحزب وإعادة تنظيمه. 

ظهر محرم إينجة كشخصية أثبت أنها على رأس واحد من أقوى التيارات داخل حزب الشعب الجمهوري بحصوله على 447 صوتًا في السباق على زعامة الحزب خلال المؤتمر العام الأخير له.

في انتخابات 2018، أحبط إينجة مساعي رئيس الحزب كمال قلجدار أوغلو في جعل عبد الله غُل "مرشحًا مشتركًا" للمعارضة، وبذلك أثار حفيظة قيادة الحزب عليه. ومساء الانتخابات بدأ استهدافه بعد أن امتنع عن دعوة ناخبي حزب الشعب الجمهوري للنزول إلى الشارع، رغم تحريض قلجدار أوغلو. 

السيناريو الخيالي الأخير (توجه إينجة إلى المجمع الرئاسي ولقائه بأردوغان سرًّا) وضعه الكاتب في صحيفة سوزجو رحمي طوران وأيده قلجدار أوغلو، ومن خلال هذا السيناريو تجري تصفية قوة ونفوذ إينجة داخل الحزب قبيل المؤتمر العام الذي أصبح على الأبواب.

إذا تذكرنا كيف تم إبعاد الزعيم السابق للحزب دنيز بايكال عبر "مكيدة مدبرة"، نرى أن تصفيته لم تكن صراعًا داخليًّا على الزعامة. فتنظيم "غولن" حاول لعب دور في السياسة بتركيا من خلال التحكم بحزب الشعب الجمهوري. وعبر سياسات قلجدار أوغلو أصبح الحزب مسيرًا تمامًا من جانب "غولن".

لكن تطلب الأمر تدخلًا جديدًا في حزب الشعب الجمهوري حتى لا يملأ إينجة مكان بايكال، ويشكل جبهة مفتوحة في مواجهة كمال قلجدار أوغلو وأكرم إمام أوغلو. 

يقف وراء هذا التدخل كمال قلجدار أوغلو وتنظيم "غولن" الذي يمسك بزمام الإعلام في العملية. الهدف هو تقوية قلجدار أوغلو وإعادة تنظيم حزب الشعب الجمهوري وفق المرحلة الجديدة، من خلال كسر قوة إينجة وتصفية نفوذه. 

نتيجة هذا التدخل، إما أن يستسلم محرم إينجة وينسحب من السباق وبالتالي سيفقد قوته داخل الحزب، وإما أن يخرج حزب جديد من رحم الشعب الجمهوري. 

بالنظر إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في محافظة يالوفا، يبدو إينجة مستاءً وحانقًا، لكنه يواصل حتى الآن الصراع في السر، ولهذا هو أقرب إلى الخسارة.. 

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس