ترك برس

أعلنت الهلال الأحمر التركي، عن سلسلة خطوات جديدة، لاستيعاب موجات النزوح التي تشهدها محافظة إدلب السورية والمناطق المحيطة بها، نتيجة استهداف النظام السوري المدعوم روسياً وإيرانياً، المناطق السكنية هناك.

ويواصل الهلال الأحمر التركي تضميد جراح السوريين في إدلب، والعمل على تخفيف معاناتهم، إثر اضطرارهم للنزوح إلى مناطق قرب الحدود مع تركيا،هرباً من القصف ونيران الاشتباكات الدائرة على الأطراف الجنوبية من المدينة منذ 20 ديسمبر /كانون الأول الجاري، حيث يواصل النظام السوري وروسيا قصف المدينة وخاصة بلدتي معرة النعمان وسراقب في ريف إدلب الجنوبي.

وتشارك في الهجوم، مجموعات إرهابية مدعومة إيرانيا، والفيلق الخامس، المعروف باسم "قوات النمر"، التي تقودها قوات روسية خاصة، وتدعمها من الجو قوات النظام وحلفائها.

هذه المستجدات أجبرت سكان المنطقة والنازحين إليها من مختلف المناطق السورية، على ترك مناطق تواجدهم دون اصطحاب معهم إلا القليل مما يحميهم من برد الشتاء الذي فاقم من معاناتهم، بحسب تقرير لوكالة الأناضول للأنباء.

السوريون النازحون والذين يشكل الأطفال والنساء غالبيتهم، يواصلون حياتهم الآن في العراء بين أشجار الزيتون، حيث نصبوا لأنفسهم الخيم بإمكانات متواضعة، والتي تعجز عن حمايتهم من برد الشتاء والأمطار.

رئيس الهلال الأحمر التركي، رئيس كرم قينق برفقة فريق له، أجرى زيارة إلى العائلات النازحة في سرمدا التابعة لإدلب، وقدّم لهم مختلف أنواع المساعدات، والتي شملت الملابس والبطانيات، وغيرها من المسلتزمات الأساسية.

وتخللت زيارة فريق الهلال الأحمر التركي، افتتاح مدرسة داخل مخيّم للاجئين في منطقة كفر لوسين، وإنشاء خيم في حقل زراعي.

ونقلت وكالة الأناضول عن رئيس الهلال الأحمر التركي، كرم قينيق، قوله إن قرابة 250 ألف مدني اضطروا للنزوح من أماكنهم في إدلب ومحيطها، إثر تعرض المنطقة للاستهداف من قبل قوات النظام السوري وحلفائه.

وأوضح أن تزامن نزوح المدنيين مع موسم الشتاء والأمطار، فاقم من معاناتهم، مبيناً أن الأيام الـ 45 الأخيرة شهدت مصرع ما يقارب 1400 شخص إثر الاعتداءات على المناطق السكنية.

وأضاف: "المناطق المستهدفة مأهولة ومليئة بالمدنيين بالكامل. هؤلاء المدنيين وكما أنهم لم يتلقوا مساعدات كافية من قبل المجتمع الدولي، فإن الاعتداءات التي يتعرضون لها أيضاً، تبقى دون عقاب أيضاً."

وتابع: "نحن بدورنا نسعى لبذل جهودج كبيرة لتقديم الدعم للمدنيين هنا. حيث نقوم بتوزيع الملابس والبطانيات، والمواد الغذائية. كما اصطحبنا معنا قرابة 500 خيمة نصبناها في مناطق النزوح بإدلب.كما نخطط لتوسيع القدرة الاستيعابية لمخيماتنا في المنطقة."

وأشار إلى أن تركيا تواصل تخصيص أماكن لمخيمات اللجوء في المناطق القريبة من حدودها، لافتاً إلى أن المنطقة استقبلت أعداداً كبيرة من النازحين خلال المرحلة الأخيرة.

وأفاد أن النازحين بحاجة إلى دعم دولي، معرباً عن أمله في ألا تمتد الاشتباكات المسلحة إلى المناطق التي نزح إليها المدنيون مؤخراً.

ولفت إلى أن منطقة إدلب تعرضت للإهمال على الصعيد الدولي، مضيفاً: "وكأن قاطني هذه المنطقة، تُركوا للموت، وقد حُرموا من المياه والكهرباء والاحتياجات الأساسية، في أوضاع صعبة للغاية."

وأكد "قينيق" على ضرورة استمرار المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوري، لافتاً إلى عدم تجديد مجلس الأمن الدولي آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى الداخل السوري، نتيجة الفيتو الروسي والصيني.

واختتم "قينيق" حديثه بالدعوة إلى دعم حملة تقوم بها منظمته لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في إدلب.

والأسبوع الفائت، سيطرت قوات النظام السوري المدعومة من روسيا والمجموعات الإرهابية المدعومة من إيران، على 6 قرى في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب، شمال غربي سوريا، ليرتفع بذلك عدد القرى التي سيطر عليها النظام وداعموه، في الهجوم البري الذي أطلقوه مؤخراً، جنوب شرقي إدلب، إلى 15 قرية.

وتوجد نقطة مراقبة تركية، على بعد نحو 15 كم جنوب شرق معرة النعمان، في الريف الجنوب شرقي لمحافظة إدلب.

وترى المعارضة العسكرية، أن نقطة المراقبة الواقعة في "الصرمان"، مهددة بالتطويق، في حال توسع رقعة الهجمات.

وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.

إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا في 17 سبتمبر/ أيلول 2018، بمدينة سوتشي الروسية، على تثبيت "خفض التصعيد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!