ترك برس 

نشرت مؤسسة أبحاث السياسات العالمية "راند كوربوريشن" تقريرا حول التحديات التي تواجه العلاقات الأمريكية التركية خلال العقد القادم، أوصت فيه باتباع استراتيجية طويلة الأجل من أجل تهدئة التوترات مع تركيا، مشيرة إلى أن استعادة الشراكة الاستراتيجية الموثوقة مع تركيا لن تتحقق إلا بظهور معارضة بديلة لأردوغان تتولى الحكم. 

ويقول التقرير: "إن هناك احتمالا قويا على مدى السنوات الخمس إلى العشر المقبلة لأن تتعارض سياسات تركيا الخارجية والدفاعية مع مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين في الناتو والتي تقوض منذ فترة طويلة الجوانب الدائمة للتعاون في مجال الدفاع والأمن".

ووفقا للتقرير، فإن "التحركات الأخيرة في السياسة الخارجية لتركيا تشمل دعم الإسلام السياسي المتمثل في حركة الإخوان المسلمين التي تعدها دول الخليج ومصر جماعة إرهابية، ومحاولتها المطالبة بنصيب من ثروة شرق البحر المتوسط ​​الهيدروكربونية".

ويشير إلى أن الأولويات المختلفة لتركيا والدول العربية والعقبات الهائلة التي تحول دون تحسين العلاقات الإسرائيلية التركية ستؤدي إلى تعقيد تقدم المبادرات الإقليمية الأمريكية، وذلك في إشارة إلى صفقة القرن التي يعتزم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طرحها لتصفية القضية الفلسطينية.

ويلفت إلى أن تركيا تعمل على موازنة العلاقات مع الحلفاء التقليديين والجيران الأوروبيين، وأن السياسة التركية تجاه إيران والعراق على خلاف مع المصالح الأمريكية.

كما أن علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، كما يقول التقرير، وصلت إلى أدنى مستوياتها، وسيحدد التقدم في قضايا الهجرة والسفر ومكافحة الإرهاب وقبرص طول عمر عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والبدائل المستقبلية للعلاقة.

لكن التقرير رأى أنه على الرغم من أن العلاقات الأمريكية التركية ستبقى متقلبة، فإن لدى تركيا والولايات المتحدة بعض المصالح المتقاربة، بما في ذلك مواجهة روسيا وإيران، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.

ومن بين التوصيات التي طرحها التقرير أن تتبنى الولايات المتحدة مبادرات يمكن أن تحافظ على التعاون والالتزام بالمصالح المشتركة على مدار العقد المقبل وتساعد على استعادة شراكة استراتيجية موثوقة.

لكنه ربط ذلك بظهور ما أسماه معارضة ديمقراطية تستعيد دور تركيا كحليف أكثر تعاونًا وشريك إقليمي وعالمي يمكن الاعتماد عليه.

ورأى أن "نزع فتيل الخلافات بين أنقرة وواشنطن حول سوريا سوف يتطلب مشاركة دبلوماسية أمريكية رشيقة مع حلفائها الأتراك وشركائها الأكراد، وتغييرات سياسية إضافية".

ولفت إلى أن العلاقات العسكرية المستمرة بين الولايات المتحدة وحلف الناتو مع الجيش التركي يمكن إن تساعد في موازنة نفوذ روسيا في تركيا.

وحث التقرير مخططي الدفاع الأمريكيين على الاستعداد  للتعامل مع الفقدان المؤقت أو الدائم للوصول إلى قاعدة إنجرليك الجوية وغيرها من منشآت الولايات المتحدة وحلف الناتو في تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!