ترك برس

تتميز العلاقات التركية الباكستانية، بعودتها إلى ماضٍ بعيد، ومتانتها. ومما يزيد من قوتها خطوات البلدين لتعزيز هذه العلاقات عبر شتى المجالات والطرق.

إحدى أبرز الوسائل التي لجأت إليها تركيا وباكستان، لتعزيز وترسيخ علاقاتهما، هي تبادل الطلاب بين جامعتي البلدين، حيث يلعب الطلاب الأتراك في باكستان والباكستانيون في تركيا، دوراً رئيسياً في تعزيز التواصل بين مجتمعي البلدين خلال فترة دراستهم، ومواصلتها على الصعيدين الأكاديمي والتجاري، بعد إتمامهم مرحلتهم الدراسية.

سيف الإسلام خان، نائب رئيس جمعية خريجي تركيا، عاد إلى باكستان بعد أن عاش لسنوات طويلة في تركيا، وتخرّج من جامعتها مرمرة بإسطنبول، فيما يقوم الآن بدور السفير بين البلدين عبر توجيه الطلاب ورجال الأعمال الراغبين بالسفر إلى تركيا.

ونقلت وكالة الأناضول عن "خان" قوله إنه درس في تركيا طيلة 5 سنوات، ومن ثم سافر إلى ألمانيا وبقي فيها لفترة قبل أن يعود إلى باكستان، موضحاً أنه أمضى أوقاتاً جميلة في تركيا، وأنه كان يزورها لقضاء العطلة خلال تواجده في ألمانيا.

وأضاف أن أولاده ولدوا في تركيا، وعاشوا فيها كباكستانيين دون أن يواجهوا أية مشاكل.

وتابع قائلاً: "محبة الأتراك للباكستانيين ليست مرتبطة بأيديولوجية معينة، حتى أن الكثير منهم لا يستطيع تفسير محبته هذه. زرت بلداناً كثيرة بطبيعة عملي، وأدركت أن تركيا تمتلك الكثير من الفرص مقارنة بدول أخرى."

وأعرب عن رغبته في إرسال أولاه أيضاً إلى تركيا، عندما يكبرون.

"خان" الذي عاش في تركيا طيلة 13 عاماً، أشار إلى أن أصدقاءه الباكستانيين ممن درسوا في تركيا، يرغبون أيضاً في المساهمة بتعزيز العلاقات وجسور التواصل بين البلدين.

ولفت إلى أن من يجيد اللغة التركية في باكستان، يكون محظوظاً جداً، مضيفاً: "الطلاب الباكستانيون ممن درسوا في تركيا، يلعبون دوراً في التعريف بالبلدين، وهناك الكثير منهم ممن دخلوا عالم التجارة والأعمال."

وأردف: "تركيا وباكستان بلدان متممان لبعضهما البعض وليسا منافسان. باكستان بحاجة إلى مراكز تعريف بالفرص التجارية وتوجيه رجال الأعمال، ونحن خريجي تركيا، نلعب دوراً أنشطة  التعريف والتوجيه هذه. ونقدّم المعلومات اللازمة في الوقت نفسه للراغبين بالدراسة في تركيا."

وأفاد أن السنوات الأخيرة، شهدت تسجيل 74 ألف شخص من باكستان، على برنامج المنح الدراسية التركية، بفضل الإعلان والترويج الذي قامت به جمعية خريجي تركيا.

وكما أن تركيا تستضيف طلاباً من باكستان في جامعاتها، فإن باكستان أيضاً تعتبر وجهة مفضلة للكثير من الطلاب الأتراك.

حمزة قلعلي وعارف أوسطه، طالبان تركيّان يدرسان في باكستان، أشارا إلى مواطني الأخيرة يحصلون على معلومات منهم حلو بلادهم.

"قلعلي" الذي يدري في الجامعة الإسلامية الدولية بإسلام أباد، إن الجامعات الباكستانية تقدّم للطلاب الأتراك، فرصة الانتساب إليها دون إجراء أية اختبارات.

وأضاف أن فترة دراستهم في باكستان إلى جانب طلاب من 38 بلد مختلف، منحت لهم فرصة التعرف على الثقافة الباكستانية أيضاً، والإجابة على استفسارات الباكستانيين والطلاب الأجانب الآخرين، حول تركيا.

بدوره، قال التركي عارف أوسطه، زميل "قلعلي" في الفرع نفسه من الجامعة الباكستانية، إن كلّ من يلتقيهم من الطلاب الباكستانيين أو الأجانب هناك، يتحدثون معهم حول تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان.

وأضاف: "باكستان بلد يستحق أن نعرف عنه الكثير، نشعر هنا وكأننا في بلدنا وبيتنا."

وتابع: "الأصدقاء الذين نتعارف معهم هنا، يوجّهون إلينا الكثير من الأسئلة والاستفسارات حول تركيا، وتاريخها، ومسلسلاتها ونمط العيش فيها، وغيرها من الاستفسارات المتعلقة بجوانب أخرى. لقد بتنا بمثابة البوابة المنفتحة على تركيا."

وفي تصريحات سابقة، قال رئيس وزراء باكستان عمران خان، إن "علاقات السكان الذين يعيشون اليوم في هذه البقعة الجغرافية التي نسميها باكستان تعود إلى فترة "حركة الخلافة" التي بدأت عام 1920، وتأسست هذه الحركة لوقف الهجمات التي تعرضت لها تركيا من كل حدب وصوب في تلك الفترة، التي عمل فيها سكان هذه المنطقة ومسلمو الهند على جمع الأموال لمساعدة تركيا، التي كانت تكافح ضد هجمات عدة بلدان أوروبية."

والخميس، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد، في زيارة رسمية لمدة يومين، للمشاركة في أعمال الاجتماع السادس لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!