ترك برس

حلمت منذ صغرها بأن تكون مذيعة تلفزيونية، وكانت المذيعة الأولى عندما افتتح البث التلفزيوني الأول لقناة TRT، ولا تزال في ذاكرة الأتراك المذيعة الأولى في أول بث تجريبي تلفزيوني. هي “نوارن دافراس” التي ملأت الشاشة بآلاف الساعات من الظهور التلفزيوني المنوّع.

بدأ أول بث لقناة TRT الحكومية التركية بهذا الإعلان:

"أعزائي المشاهدين، هنا تلفزيون أنقرة ببثه التجريبي من الفرقة الثالثة والقناة الخامسة. بدأنا البث التجريبي اليوم في 31 كانون الثاني/ يناير 1968”. وحلت نوران دافراس ضيفة على المنازل التركية لأول مرة بهذا الإعلان، منذ ان كان البث التلفزيوني محدودا بساعات يومية.

وفي خطوة لإحياء ذكرى المذيعة التركية الأولى، أجرت مؤخرًا قناة TRT مقابلة مع نوران عن حياتها المهنية، بدأتها بسؤال:

كيف كانت بداية عملك كمذيعة تلفزيونية؟

“درست فيلولوجيا اللغة الإنجليزية في كلية الجغرافيا وتاريخ اللغة بجامعة أنقرة، وفي سنتي الدراسية الأخيرة بدأت عملي كمذيعة تلفزيونية. شاهدت التلفزيون خارج الوطن في بلجيكا، وأحببت منذ ذلك الحين عمل المذيعة التلفزيونية وحلمت بأن أعمل به. كنت اعتقد أنه حلم كبير، يقولون إن كل شيء يبدأ بحلم، وقد اتضح لي أن ذلك حقيقة. قدمت للعمل في قناة TRT وقبلت فتحقق حلمي.”

ماذا كانت ردة فعل المحيطين بك؟

“في البداية، لم يصدق الجميع، فقد كان قليلون جدا من يملكون جهاز تلفزيون في منازلهم، وكان الناس يشاهدونه من واجهات المتاجر. وإن وجد تلفزيون في شقة ما، يأتي إليها الجميع وقت البث لمشاهدته. بدأنا البث التجريبي بساعتين في اليوم، وثلاثة أيام في الأسبوع فقط.”

صفي لنا لحظة ظهورك في البث لأول مرة، أعتقد أنك لا زلت تذكرينها.

“يستحيل أن أنسى ثانية منه. تحمست في حينها بشكل عجيب، وشعرت حقًا أنني سأموت من تدفق الدم في وجهي تلك اللحظة. حفظت الجمل الثلاثة التي سأقولها، وكررتها لأسابيع، وكان جميع العاملين متحمسين معي، ولم تكن هناك إمكانية لتصحيح البث أو إعادة الشريط لأنه بث مباشر. في ذلك الوقت كان جميع البث مباشرًا، ولم يكن هناك مجال لتصحيح الأخطاء، فلا يمكن العودة إلى الوراء. وبعد أن تم البث بأداء احترافي قفزنا كلنا صارخين، لن ينسى أي واحد منا تلك اللحظة التي تعيش ذكراها بداخلنا إلى هذا اليوم.”

في تلك الفترة كانت TRT القناة الوحيدة في التلفزيون، هل كنت مشهورة بين الجماهير؟

“كانت تأتيني رسائل إعجاب حتى من الخارج، وكان الأطفال عندما يرونني يسألون أمهاتهم: أمي أليست هذه أبلة!. الجميع كانوا يريدون العمل معي، لقد كان وقتًا ممتعًا حقًا”.

تحدثت نوارن عن استمرار عملية البث بعد انتهاء المرحلة التجريبية، وقالت: “عندما وصلنا لفترة البث الكامل كنا نعمل باحترافية. أعددنا دورة تدريبية لمرة واحدة انضم إليها حوالي ألف شخص، ثم تقدموا لامتحان تأهيلي، وفاز شاب وفتاة من الألف ليشاركوا بالبث معنا. قررنا إعداد دورات أخرى لعدة أشهر، وأذكر منها أننا أعددنا دورة لمدة شهرين ثم قدمنا امتحانًا تأهيليًا، ومن بعده استبعد بعض المتدربين واستمر الباقي في دورات لعدة أشهر خضعوا بعدها لامتحان، وبقي منهم فقط 5 أو 6 أشخاص فقط. كان العمل في حينها دقيقًا جدًا”.

حدثينا عن بداية عملك في أمريكا

"تقدمت لامتحان في راديو صوت أمريكا، وكان قد انضم إليه أفراد من جميع المؤسسات الإعلامية، ولن ينجح منه إلاشخص واحد فقط، وكنت أنا الفائزة. كنت محظوظة للغاية، سافرت إلى أمريكا وكانت مدة عقدي سبعة أعوام. صبرت عامين فقط ثم أردت العودة إلى تركيا، وتزوجت بعد عودتي. لم يقبل زوجي عودتي للعمل مذيعة في التلفزيون، وما زلت مندهشة كيف تركت عملي. عملت بالترجمة وتسجيل الصوت للتلفزيون. وكتبت أيضا حوالي 250 لعبة إذاعية بثت جميعها في الراديو”.

تحدثت نوران عن عودتها إلى TRT قائلة: "أقنعت زوجي بالعودة إلى TRT بعد 17 عاما من افتراقي عنها. لم أواجه الشاشة لكنّي أعددت مسرحية كبيرة استمتعت بها جدًا. وفي تلك الفترة امتهنت الكتابة وحققت من خلالها طموحي ووظفت مواهبي المتعددة، وتغير حلمي من مذيعة إلى كاتبة سيناريو”.

هل لاقت سيناريوهاتك نجاحا؟ وكم سيناريو كتبتي؟

"تمنيت بشغف أن تبث مسلسلاتي في التلفزيون، وقد بثت لي حوالي 1500 حلقة من سيناريوهات مسلسلاتي، والحمد لله تحققت أحلامي. أولها مسلسل “حروب القانون” (Kanun Savaşları) على قناة TRT، وهو أول مسلسل تركي بوليسي. انهالت علي العروض بعد عرضه من إسطنبول وأماكن أخرى، وعملت مسلسلات لقناة TRT وقنوات أخرى أيضا”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!