ترك برس

قال خبراء أتراك إن 80 % من المصابين بفيروس كورونا الجديد يتعافون منه دون ظهور عوارض ملموسة، وأن فيتامين "د" يساعد نظام المناعة في الجسم عن طريق تثبيط مواد السيتوكينين المنبعثة من الخلية الحاضنة للفيروس.

البروفيسور نهاد ديلسيز، من قسم البيولوجيا الجزيئية وعلم الوراثة في جامعة إسطنبول الحضارية، شدّد على أهمية فيتامين "د" ضد أمراض وبائية، لكن شريطة عدم الإفراط، والاعتدال في تناوله.

وأشار ديلسيز إلى من أهم الأسباب التي تقف وراء التأثير الكبير لفيروس كورونا خلال فصل الشتاء، هو ظروف الطقس، مثل الابتعاد عن الشمس، وانخفاض الحرارة، وكثافة الغيوم والرطوبة والرياح.

وقال في حديث لوكالة الأناضول التركية إن ظروف الطقس الشتوي تمنع امتصاص الخلايا الموجودة في الجلد كمية كافية من الأشعة فوق البنفسجية، النابعة من الشمس، وبالتالي لا يتم تكوين فيتامين "د" الذي يمنح المناعة للخلايا.

وأوضح أنه نتيجة لتشوه خلايا الجلد لدى كبار السن، تنخفض كمية فيتامين "د" عندهم بشكل أكبر، وهو ما يؤدي إلى انخفاض المناعة ضد مختلف الالتهابات.

ووفقًا لديلسيز، فإن فيتامين "د" يساعد نظام المناعة في الجسم عن طريق تثبيط مواد السيتوكينين المنبعثة من الخلية الحاضنة للفيروس.

وأكد أن كلا من فيتامين "سي" وفيتامين "د" يتمتعان بالأهمية في هذا الصدد ضد الأمراض الوبائية. وحذّر من أن الإفراط في تناول فيتامين "د"، يعود بالضرر على الإنسان، وينبغي تحديد مستوى معين ومتوازن عند تناوله.

وأردف: "إذا تم تجاوز المستوى المحدد (40-60 نانوغرام / مل مصل الدم)، فسيكون له تأثير سام. لذلك من المفيد تناول الأطعمة الطبيعية التي تعد مصدرًا لهذا الفيتامين بدلاً أخذه على هيئة أقراص".

وحول مصادر فيتامين "د"، قال ديلسيز إنه من المفيد تناول الأسماك وصفار البيض والفطر والكبد والألبان والحبوب واستهلاك عصير البرتقال، والمنشطات مثل المغنيسيوم والزنك والنحاس والسيلينيوم التي تزيد من توليف هذا الفيتامين.

من هم المعرضون للخطر؟

أمّا البروفيسور مصطفى أورال أونجول، مساعد رئيس جامعة إسطنبول، فقال إن هذا المرض يمكن أن ينتقل إلى كل فئات الناس، وإن 80 % من المصابين بالمرض أي كل 4 من أصل 5 أشخاص يصيبهم المرض لكنهم يتعافون منه دون ظهور عوارض ملموسة. 

وأضاف: "لكن عند نسبة 20% ممن يصيبهم المرض تظهر عندهم عوارض كبيرة وخاصة عند المسنين والذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي والمدخنين ومن يعاني من ضغط للجهاز المناعي لديهم ومرضى السرطان والذين يستخدمون معالجة كيماوية ومن قاموا بزرع الأعضاء. هؤلاء تظهر لديهم ضيق في التنفس وقد ينبغي معالجتهم في المستشفى". 

وأوضح، في مقابلة نشرها موقع ولاية إسطنبول، أن "كل 5 من أصل 100 مصاب بالفيروس يتم نقلهم للمشفى و واحد من أصل كل 5 هذه الفئة من المرضى يتوفى متأثرا من الفيروس. لهذا فإن المرضى الذين هم في خطر لديهم حساسية أكبر تجاه هذا الفيروس". 

وتابع: "الدراسات الأخيرة تبين أن المرض يصيب فئة المدخنين بشكل أكبر سواء كانوا مسنين أو شباب وأن هؤلاء يضطر الأمر لنقلهم إلى المستشفى. المدخنون هم في خطر أكبر بهذا الخصوص".

وزاد: "نرى الآن أن هناك استخدام كبير للماسكات على مستوى العالم كله. لكن ليس هناك داع لاستخدام المساكات من قبل الجميع. من هذه الناحية استخدامها من قبل المرضى ومن هم في الفئة التي ذكرتها آنفا يكفي. نقوم من خلال اللمس بنقل الفيروسات في محيطنا إلى أيدينا أولا ومن ثم إلى أفواهنا وأنوفنا. 

ولمنع حدوث ذلك علينا غسل أيدينا باستخدام الصابون لمدة 20 ثانية على الأقل. هذا الأمر مهم جدا إذ ينبغي علينا غسل كل أقسام أيدينا بشكل مكثف والتدليك أيضا وعند قدومنا إلى المنزل من الخارج ينبغي علينا التوجه إلى المغسلة مباشرة وغسل أيدينا إلى قسم الكوع وأوجهنا أيضا قبل لمس أولادنا أو أي شيئ آخر. 

ومن المهم أيضا أن نقوم بالمضمضة والاستنشاق جيدا. علينا الابتعاد عن الاتصال المباشر أو الاقتراب كثيرا من الآخرين. علينا الابتعاد كثيرا في هذه الأيام عن التقبيل والمعانقة. عدم إبقاء أجهزة التنفس لدينا وكذاك البلعوم بشكل جاف وشرب الماء هي من السبل المفيدة للوقاية من الفيروس.

إلى جانب ذلك، ينبغي للمعرضين للإصابة بهذا الفيروس الابتعاد عن الأماكن المزدحمة وحماية أنفسهم في هذه الأيام. وينبغي للذين تذرف أنوفهم وكذلك الذين يعطسون ويسعلون أن يقوموا بتنظيف أنفسهم عبر مناديل مخصصة للاستخدام لمرة واحدة ورمي هذه المناديل إلى حاويات القمامة بشكل يمنع انتقال الفيروس للآخرين.

إلى جانب التدابير الفردية ينبغي أن زيادة الوعي الجماعي أيضا في هذا الخصوص. إعلامنا قام وعبر أعمال مختلفة، بنشر الوعي بين شعبنا بشكل جيد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!