سركان دميرطاش - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

من المتوقع أن تشغل تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400" في الأسابيع المقبلة، وعلى وجه الدقة في نهاية نيسان/ أبريل، وفقًا للبيانات الصادرة في الأشهر الماضية عن كبار المسؤولين، وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان.

والجدير بالذكر أيضًا أن شحن المنظومة بدأ في تموز/ يوليو 2019 وانتهى في خريف العام الماضي. أفرغت مكونات المنظومة المتطورة من الصناديق وثبتت في قاعدة عسكرية بالقرب من أنقرة منذ ذلك الحين.

ويُعتقد أن تدريب الخبراء الروس للموظفين الأتراك على استخدامها شارف على الانتهاء، كما انتهت أيضًا الاختبارات الأولية لـ "إس 400". وستنتهي العملية التي استمرت لسنوات بإعلان تشغيل تركيا لنظام "إس 400".

هددت الولايات المتحدة تركيا بعقوبات بسبب هذا الشراء، لكنها لم تبدأ في تنفيذها بعد، باستثناء تعليق مشاركة تركيا في برنامج الطائرة الشبح "إف 35".

وما تزال المشكلات بين تركيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى حلفاء الناتو الآخرين، الناجمة عن قرار أنقرة الحاسم بشراء "إس 400"، مطروحة، وإن كان هناك تراجع نسبي في حدة اللغة بعد أن دخلت تركيا في صراع عسكري مباشر مع الجيش السوري وبشكل غير مباشر مع روسيا في إدلب في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير.

أدى التصعيد في إدلب إلى مصالحة تدريجية بين تركيا والولايات المتحدة في هذه الفترة وسط مطالب أنقرة من الناتو ببذل المزيد لحماية مجالها الجوي من هجوم صاروخي سوري محتمل. أعلن كل من الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، والقيادة الأمريكية العليا العمل على حزمة سيتم تقديمها إلى تركيا.

على الرغم من مرور شهرين منذ ذلك الحين، لم يكن بالإمكان تقديم رد ملموس على تركيا، والسبب الرئيسي هو استمرار الخلاف حول نشر "إس 400" على أراضي الناتو.

وأثبت الاجتماع الوزاري الذي عقده الناتو على الإنترنت الأسبوع الماضي هذه الحقيقة مرة أخرى. أكدت السفيرة الأمريكية لدى الناتو، كاي بيلي هاتشيسون على حقيقة أن الحلفاء يعملون على صفقة لتركيا، لكنها أكدت مرة أخرى على الحاجة إلى التخلص من المعدات العسكرية الروسية أولًا.

ونُقل عن السفيرة قولها في بروكسل في الأول من أبريل: "نأمل أن نتمكن من تجميع الحزمة التي من شأنها مساعدة تركيا، ونأمل ألا تُفعّل تركيا أيضًا نظام الدفاع الصاروخي الروسي على أراضيها، وهو ما قد يعوق بعض القدرات التي سنكون قادرين على منحها لهم لمواجهة العدوان السوري".

لكن رأي تركيا لم يتغير. في مقابلة في 10 آذار/ مارس، اعترض وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، على وجهة النظر الأمريكية بالتأكيد على أن "إس 400" لن تتسبب في أي مشكلة تقنية أو أمنية للمعدات العسكرية الأمريكية عند نشرها على الأراضي التركية. كما كرر تشاووش أوغلو إصرار تركيا على نشر "إس 400" وتفعيلها.

ونظرًا لانشغال وزراء خارجية الناتو الشديد بمكافحة فيروس كورونا، فقد كان من الواضح أنهم لم يجدوا الوقت لمناقشة قضايا أمنية رئيسية أخرى، بما في ذلك سوريا. من المقرر أن يعقد وزراء الدفاع اجتماعًا عبر الإنترنت في منتصف أبريل، لكن جدول أعمالهم الرئيسي سيظل هو "كوفيد 19".

والواقع أن الوباء احتل جدول الأعمال الدولي بالكامل. لكن بعض الأشياء لن تفلت بسهولة من الاهتمام الدولي، وتفعيل "إس 400" هو أحدها.

يعتقد الكثيرون في أنقرة أن تفعيل الأنظمة الروسية سوف يتأخر؛ لأن تركيا تريد أن ترى كيف ستتطور الأمور في إدلب في الفترة المقبلة وسط وقف إطلاق النار الهش.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس