عزيز أوستال – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

كم مر على إسطنبول من حضارات! لا نذكر حتى أسماء معظمها. غرقت الحضارات والثراء القادم معها في أعماق التاريخ. بل إن البعض منها لم يبق منه حتى الأثر.

لا يقتصر الأمر على جمالها وثرائها، فقد عانت إسطنبول اجتياحات أوبئة وأمراض معدية انتقل بعضها عن طريقها إلى الشرق الأوسط وأوروبا. 

1- طاعون جستنيان 541 – 750

ذكرت المصادر التاريخية دائمًا أن السبب في طاعون جستنيان هو جرذان قدمت من مصر. لكن اتضح لاحقًا أن الهون الأوربيين كان لهم دور في انتشار الطاعون.

تسبب الخيول النافقة التي ألقاها الهون في الأنهار بانتشار الطاعون. والسبب في تسميته هو إصابة الإمبراطور جستنيان به. 

بلغ عدد الوفيات اليومي بالطاعون 5 آلاف، وقضى 240 ألفًا من سكان إسطنبول بسببه. 

استمر الطاعون في حصد الأرواح بين الفينة والأخرى على مدى مئتي عام. 

2- طاعون 1468

انتقل الطاعون، الذي أهلك أوروبا، إلى إسطنبول عام 1467. لا يمكن معرفة عدد الموتى لعدم وجود سجلات. 

شل الطاعون المدينة وظهرت المجاعة فيها. لم يعد السلطان محمد الفاتح إلى إسطنبول من فتح روملي، وبقي في مدينة ميسا بصربيا حتى زوال الطاعون. عندما عاد الفاتح إلى إسطنبول كان الوباء قد أتى على نصف سكانها!

3- طاعون 1492

اجتاح الطاعون مجددًا إسطنبول عام 1492. غادر السلطان بيازيد الثاني إسطنبول إلى أدرنة. حصد الطاعون أرواح 80 ألفًا من سكان المدينة البالغ عددهم 200 ألف. 

4- طاعون 1591 

عفى السلطان مراد الثالث عن جميع السجناء بسبب الطاعون. 

بعد هذا التاريخ سرى في إسطنبول باستمرار وباءا الطاعون والكوليرا. 

أول تدبير طبي

اتخذ الدكتور مصطفى بهجت أول تدبير طبي عام 1831. كشف بهجت أن الوباء المتفشي هو الكوليرا، ومنع السفن القادمة إلى إسطنبول من دخول المدينة، فحال دون انتشار الوباء. 

تأسس أول مجلس طبي عام 1838، وشرح للأهالي أهمية النظافة. بفضل جهود المجلس انخفضت الوفيات بشكل ملحوظ.

وبعد.. 

ليست إسطنبول غريبة على الأمراض المعدية. غير أنها خرجت من كل وباء أقوى مما كانت عليه، وتعلمت الكثير في كل مرة.

عن الكاتب

عزيز أوستال

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس