ترك برس

نشرت جريدة لبنانية تقريرًا يسلط الضوء على مدى إقبال الجمهور اللبناني على مشاهدة المسلسلات التركية وطريقة انتشرت على نطاق واسع حول العالم، فضلًا عن استراتيجية القنوات التلفزيونية في جذب أكبر عدد من المشاهدين، وخاصة مع حلول شهر رمضان.

وحلقت المسلسلات التركية عاليا في سماء الدراما العالمية، منتشرة بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، وسطع نجم الدراما التاريخية بشكل خاص في أكثر من 150 دولة بالعالم، بفضل أسباب عديدة أهمها التركيز على عرض الحقيقة والعمل بروح الفريق، وفق خبراء.

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال فعالية ثقافية بإسطنبول، إن المسلسلات التركية باتت تحظى بمشاهدة 500 مليون شخص في 156 دولة. وأشار إلى أن هذا الإنجاز تحقق بفضل الدعم الذي قدّمه حزب العدالة والتنمية لهذا القطاع منذ مجيئه إلى السلطة.

جريدة "الأخبار" اللبنانية، أشارت في تقريرها إلى أن الدراما التركية المدبلجة إلى اللهجة السورية ليست وليدة اليوم. فقد كانت شبكة mbc السباقة حين أطلقتها قبل نحو 15 عاماً وعززت مكانها على الشاشة الصغيرة. 

وأوضحت أن الشبكة السعودية كانت السبّاقة إلى الترويج لتلك المشاريع وإدخالها إلى البيت العربي وشراء المسلسلات بمبالغ مالية كبيرة. "لكن مع إندلاع الحرب السعودية القطرية ووقوف تركيا الى جانب الدوحة، قلبت mbc المعادلة بشكل كلي وأوقفت تلك الدراما بأمر من الديوان السعودي". 

وأضافت: "بعد أشهر، تكبدت الشبكة السعودية خسارة مالية وخسرت نسبة كبيرة من جمهورها، لتعود لاحقاً وتركز على الدراما التركية على تطبيق «شاهد» وتعرض حالياً مجموعة من الأعمال التي تبثها حصرياً. لكن هذه السياسة المتبعة إزاء المشاريع التركية، وصلت متأخرة الى القنوات اللبنانية، ولو أنها ضعيفة مقارنة مع القناة السعودية. 

قبل أعوام قليلة، بدأت الشاشات المحلية بث عرض ثان وثالث لباقة من المسلسلات التركية. يومها، توزعت تلك المشاريع على غالبية القنوات، لكنها كانت تجارب ضعيفة لم تحقق نسبة مشاهدة عالية. لم تدخل الدراما التركية الى المشاهد اللبناني بقوة، بل كانت تقتصر على عرض مسلسلات بالتوازي مع القنوات الخليجية". 

وذكرت "الأخبار"  أنه في الفترة الاخيرة، رفعت الشاشات اللبنانية من سقف المنافسة، وأدخلت المشاريع التركية إلى سفرة اللبناني في شهر رمضان وخارجه. فقد اتبعت القنوات سياسة البدء بالمسلسلات قبل شهر الصوم ولاحقاً تستكمل العرض فيه. 

العام الماضي، حققت قناة «الجديد» شهرة واسعة بعرض مسلسل «الحب الاعمى» الذي يعتبر من أهم الأعمال التي عرضت في السنوات العشر الاخيرة. حققت القناة نسبة مشاهدة عالية جداً، وعرضت المسلسل قبل رمضان واستمرت لأشهر طويلة بعده. هذا العام، وفي ظل غياب الدراما اللبنانية عن المائدة في رمضان أو حضورها بشكل خجول، وضعت الشاشات ثقلها في بث مجموعة مسلسلات تركية. 

يبدو مستغرباً كيف قلبت الشاشات المنافسة من الدراما المحلية إلى التركية وغيّرت قواعد اللعبة. إذ تعرض mtv ثلاثة مسلسلات دفعة واحدة هي «امرأة» «مرارة الحب» «حكايتنا». ومن جانبها، تعرض «الجديد» أيضاً ثلاثة مسلسلات هي «حب ابيض واسود» و «البحر الاسود» و «فضيلة خانم». أما lbci فليست خارج السباق، إذ قررت إدخال الدراما التركية الى المائدة الرمضانية عبر مسلسل «عشق ودموع». 

ما يجمع تلك الاعمال أنها ليست حديثة بل عرضت سابقاً على القنوات العربية وتحديداً osn قبل أشهر طويلة وبعضها يعود إلى قبل 5 أو 6 سنوات. لكن هذه المرة طرقت باب المتابع اللبناني وتلقفّها بشكل جيد. 

وختمت الجريدة اللبنانية: "بإختصار، تناست القنوات أن تلك الدراما صارت متوافرة على يوتيوب وبعض التطبيقات التي تعرضها مترجمة وتنقل أجدد الأعمال التي تصور في تركيا وتحقق ملايين المشاهدة والاستماع".

المسلسلات التركية التي أنتجت في السنوات الخمس الأخيرة، مثل "قيامة أرطغرل"، و"السلطان عبد الحميد"، عملت على إعادة طرح للتاريخ من مصدره الأساسي، وفق وثائق ومصادر أصلية بعيدا عن تغييب الحقائق وتشويهها.

ويرى خبراء أن من الأسباب التي ساهمت بالنجاح الكبير للمسلسلات، ومنها طرح التاريخ بحقيقته ومن مصادره، دون تحكم أصحاب رؤوس الأموال، إضافة لعمل روح الفريق الملتزم بما يعمل به ويؤمن بعمله، وطرح القيم الإنسانية العالية الرفيعة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!